وَصَايا سَماحَةِ السَيّدِ المتولّي الشّرعيّ للعَتبةِ العَبّاسيّةِ المقدّسةِ (دام عزّه) وتوجيهاتُهُ إلى المؤسّساتِ التَّعليميّةِ


عدد المشاهدات : 159

خلال زيارة سماحة السيّد المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة (دام عزّه) جامعة العميد بصحبة السّيد الأمين العام (دام تأييده)، والسّيد النائب (دام تأييده)، يوم السبت الموافق لـ3/4/ 2021م، ولقائه بالسيّد رئيس الجامعة المحترم، والسيّد المساعد الإداريّ المحترم، وبوجود مخوّل الهيأة التأسيسيّة، ورئيس هيأة التربية والتعليم العاليّ في العتبة العبّاسيّة المقدّسة، تحدّث سماحته مبيّنًا: نحذّر من آثار الظرف الراهن في فتور الهِمم وتراجع المستوى؛ فبلدنا يعيش واقعًا معروفًا تحت ضغط الوباء، وهو ظرف لعلّ طوله سيترك آثارًا في المسيرة التربويّة والتعليميّة، مثلما هو الأثر في غيرهما، وهي آثار يُخشى منها على الِهمم أن تفتر، وعلى النفوس أن تحبط، وعلى الإنجاز أن يُعاق، أو يتردّى في براثن المحبطات، لا سيّما أنّ إيقاع الحياة بدأ -بفعل الجائحة- يفتر، ويصيب كثيرًا من مفاصلها الخمول، وأخشى ما نخشاه هو أن يستسلم لها الفرد، فتؤثّر في واقعه، وتغيّر قناعته بجدوى العلم والتعلّم ونتائجهما. ولا شكّ في أنّ ظروفًا كهذه، أصبحت معروفة عند العراقيّين، وقد خَبروها سابقًا في سنوات الحروب الطويلة التي جعلت الفرد ينفر من الدرس العلميّ، ويقتنع بعدم أهميّته، ويلوذ بالقعود، ويستسلم إلى اليأس من كلّ شيء؛ لأنّ الحرب وغيرها من محبطات النفوس ومهدّمات الِهمم فعلت فعلها في همّته، ونشاطه، وخطّ سيره. أمّا اليوم، وقد طال الظرف الراهن، فنحن لا نريد أن يكون الظرف سببًا من أسباب فتور الهمّة، وعائقًا من عوائق الإنجاز، لا نريد أن يترسّخ عند أبنائنا أيّ شعور سلبيّ، ويستسلموا لمضامينه المحبطة، فيقعدوا عن معالي الأمور، فهذه مثل الفتنة ستصدُّهم عن طلب العلم، وتحول دون السعي إلى المعالي، وستثنيهم عن مرادهم، وأنّ عدم الانتباه إلى خطر الكسل الذي بدأ يستشري في مفاصل الحياة، سيوقع في التسليم بنتائجه، والاستسلام لمضامينه السلبيّة، وسيقتل كلّ إبداع وتجديد. وكان سماحته قد استرسل في ذكر نصائح للتغلّب على هذا الشعور، محذّرًا من محبطات الأعمال صغيرها وكبيرها، داعيًا إلى اتخاذ الظرف الراهن منطلقًا للتأثير الإيجابيّ في النفوس، وسببًا في ترقية الأفراد وسموِّ همَّتهم وتشجيعهم على طلب العلم. مذكّرًا سماحته بأنّه يجب على الإدارة العليا للمؤسّسة، أو على رئاسة الجامعة أن تبدأ بنفسها، وأن تُشرك العمادات والأساتذة والموظّفين والطلّاب بدفع تلك العجلة، وبذل الجهد لتحريك الراكد، ورفع الٍهمم، والإبقاء على جذوة الروح العلميّة متّقدة، مثلما أنّ عليها استقطاب منتسبيها والتواصل معهم، وفتح أبوابها على مصاريعها لمَن يريد الإضافة وتقديم كلّ ما هو إيجابيّ. وعلى المؤسّسات الرصينة أن توثّق حركة سير أبنائها، وتسجّل لهم تبنّيهم لمشاريعها، وحسن إدارتها، وصونها، وأن تكون هناك معايير موضوعة لتقييم الأشخاص وإنزالهم منازلهم التي يستحقّونها، وأن يفرّق فيها بين صاحب المبادرة، وذي الهمّة والتفاعل، وبين غيره، وأن يُكافَؤوا على وَفقها.