رياض الزهراء العدد 169 الملف الخاص
رياضُ الزَّهراءِ (عليها السلام) نَقَشَت مَضاميرَ الحياةِ بأحرفٍ من ذهبٍ
أدّى الإعلام دوراً مهمّاً في الحياة، مثلما أدّى دوراً فاعلاً في مواكبة التطوّرات والتحوّلات والتغيّرات التي يشهدها العالم كلّ يوم، وهذا الدور من أخطر الأدوار وأهمّها، بخاصّة في هذا العصر الذي أصبح الإعلام فيه وسيلةُ رئيسةً من وسائل التحكّم، ومظهراً من مظاهر القوة والسيادة. موضوع العمل الصحفيّ النسويّ وتحليل النتاج النسويّ والكشف عن مميّزاته وخصائصه مهمّ جداً، وإذا كانت الصحافة عموماً وليدةَ واقع معيّن فكيف بالصحافة النسويّة تحديداً التي ترافقت نشأتها مع متغيّرات الانفتاح الثقافيّ والاجتماعيّ الذي حصل في العراق، حيث ظهرت الأقلام النسويّة كقوّة إعلاميّة بارزة عكست حضوراً متميّزاً لسدّ الثغرات الموجودة في المجتمع بعد أن عمّه الجهل والتخلّف. تصدّت مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام) لنشر الثقافة الدينيّة والأسريّة في المجتمع، وكانت المرأة هي الهدف الأساس لها ولرسائلها الإعلاميّة، تتوّجت مسيرتها بالبركة واليُمن لخطوات السائرين على نهج الأنبياء والمرسلين، وعلى خُطى سيّد الخلق (صل الله عليه وآله)، وكانت خطواتها تعنى بكلّ ما هو نافع ومفيد على جميع الصُعُد الاجتماعيّة والفكريّة، وبكلّ ما يخصّ المرأة المسلمة، وقد تحمّلت المجلّة مسؤوليّة إظهار الحقائق مهما كانت مخفيّة في أرشيف الزمن المُحكم، بثقافات متعدّدة لها تأثيراتها وسط مسارح الأفكار التي طالما رفضت التعصّب والعبوديّة، ونالت شفافيّتها في زمن صعب، فكانت بذلك مقاربة في وضعها لأهداف نبيلة امتزجت مع قُرّائها ومُتابعيها كامتزاج حنان الأمّ على أبنائها، وحبّها وحرصها عليهم، ونقشت في مضامير صحافة الحياة أحرفها المميّزة، فكانت مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام) بملاكها النسويّ المتكامل من تحرير وتصميم وإخراج، والذي شقّ طريقه لخدمة فكر المرأة ودعم ثقافتها، وبرعاية أبويّة حانية وحريصة ومتابعة من الجهات الخيّرة التي تشحذ الهِمَم والقدرات، وتعرف ما تستطيع الطاقات النسويّة أن تقدّم وكيف تؤدّي دوراً فاعلاً في الحياة بوصفها عنصرًا بشريًّا مهمًّا، لتقدّم ما يرضي الله(عزّ وجلّ)وينفع المجتمع. نستعرض آراء المسؤولين وذوي الاختصاص والكاتبات في ملفّ خاصّ بالمجلّة لسنة أخرى من عمرها المديد إن شاء الله تعالى.