حَياةٌ مَلِيئَةٌ بالعَطَاء

ريام عبد الأمير
عدد المشاهدات : 133

وُلد في مدينة الكاظمية المقدسة سنة (1870م ـ 1290هـ)، وعاش في العراق منذ ولادته وحتى سنة 1905م إذ نال خلالها درجة الاجتهاد المطلق، وبعدها عاد إلى جبل عامل، وسكن مدينة صور، وأسهم في النهضة العلمية والأدبية في جبل عامل كما عمل على التقريب بين المذاهب الإسلامية عن طريق الحوارات البنّاءة مع مشايخ أهل السنة وعلمائهم، ذلك هو السيد عبد الحسين ابن السيد يوسف الشهير بالسيد عبد الحسين شرف الدين. أسس المدرسة الجعفرية في صور، وكذلك كان له الدور الأساس في بناء مدرسة الزهراء (عليها السلام)، و(نادي الإمام الصادق (عليه السلام))؛ لإقامة الاحتفالات الدينية والمحاضرات الثقافية، وجمعية (البرّ والإحسان) التي ترعى الفقراء والمساكين، وكذلك (الكلية الجعفرية) لتدريس علوم أهل البيت (عليهم السلام)، وساهم في تأسيس (الجمعية الخيرية الجعفرية). أدى  في المنطقة دوراً وطنياً مُهماً عن طريق مواقفه المشهودة ضدّ الاستعمار الفرنسي، فقد رفض وجودهم، وأعلن الجهاد ضدّهم في مؤتمر الحجير الذي أقامه، فحُكم عليه لأجل ذلك بالإعدام غيابياً, وله موقف جريء من الدولة العثمانية، حيث تمكن من الحصول على موافقة بإعفاء طلاب العلوم الدينية من الخدمة العسكرية. وكان لدوره في الحفاظ على العيش المشترك في لبنان للطوائف كافة الأثر الأكبر في وأدِ الفتنة الطائفية التي افتعلها الاستعمار الفرنسي، وكذلك رفضه لتقسيم المنطقة العربية، والوقوف بوجه المؤامرات التي تحاك ضدّ الأمة الإسلامية، ناهيك عن موقفه البطولي من القضية الفلسطينية، ولزوم تحرير فلسطين من براثن الصهاينة. لم تمنعه كثرة انشغالاته من أداء دوره التبليغي، فكان لمنابره البليغة، ولأساليب إرشاداته البارعة، الأثر الكبير في تحقيق إصلاحه المنشود وخطابته وكانت كتاباته تستمدّ معانيها وقوتها وغزارتها من ثقافته الواسعة، فقد ألف العديد من المؤلفات القيمة التي أثرت المكتبة الإسلامية وكان أشهرها كتاب المراجعات الذي اثبت فيه السيد(قدس سره)بالأدلة القاطعة أحقية المذهب الجعفري عن طريق مناظراته مع علماء السنة. توفي يوم الاثنين 30 كانون الأول سنة 1957م الموافق في 8 جمادى الآخرة سنة 1377هـ، ثم دُفن بناءً على وصية منه في النجف الأشرف بجوار جدّه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) داخل الصحن في إحدى الغرف المحيطة بالضريح.