التَّنقِيبُ المَعرِفِيُّ لِمَنجمِ الإِعلامِ المَقرُوءِ

الورقة الخبريّة نافذة عابقة بالقيم المهنيّة والسامية وأهدافها النبيلة، تُجمع فيها الأخبار الموثّقة والآراء السديدة والأحداث المستجدّة، تلك هي صاحبة الجلالة: (الصحافة المدرسيّة)، غذاء الفكر التربويّ والمنهج الثريّ والغنيّ بالمعلومات المفيدة والنافعة لشرائح مختلفة لا سيّما فئة المتعلّمين، ويكون منبع انسياب هذا الفكر الممنهج داخل أسوار المؤسّسة التربويّة التي تعمل بدورها على دفع عجلة العلم والتعليم إلى الأمام، والاهتمام بكلّ ما هو هادف ورصين، ليكون معينًا صافيًا يرتشف منه التلاميذ رشفة يستشفّون منها ألق الإبداع والبحث والاستقصاء والحوار وتجاذب أطراف الحديث، فالصحافة المدرسيّة تتيح لهم معرفة ما يدور حولهم من متغيّرات، ومبادئ التربية والعقيدة ومختلف العلوم والمعارف والفنون الثقافيّة، وتعدّ تلك الورقة الإخباريّة إحدى وسائل الإعلام المقروء المؤثّر في الجانب التربويّ والدراسيّ في حياة التلميذ، فهي تُسهم بشكل رَاقٍ ومفيد في بثّ روح المغامرة، وغرس الثقة بالنفس، وإشاعة مبدأ المنافسة الحرّة الشريفة والمحفّزة بين التلاميذ، وكذلك تساعد على تنمية منهج الكشف عن المعلومة والخبر العلميّ والمعرفيّ، إضافة إلى تشجيع المتعلّمين على المشاركة في الأحداث التاريخيّة والوطنيّة، والتزوّد بكلّ ما هو جديد ونافع ويدعو إلى التغيير والتطوّر نحو الأفضل، ومعرفة كيفيّة التعامل مع السلوك المدنيّ، والحياة الاجتماعيّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ تقصّي الخبر المعرفيّ يمكّن المتعلّم من إعداد برامج إعلاميّة ميدانيّة تهدف إلى نشر الوعي والثقافة واستطلاع الآراء بين صفوف أقرانهم من الزملاء في مختلف المراحل المدرسيّة، وتُعدّ الصحافة المدرسيّة من أهمّ الأنشطة الثقافيّة الرصينة، ولونًا من ألوان الأدب والفنون الكتابيّة والتصويريّة، وبدورها تفسح المجال للتلاميذ لممارسة هواية الكتابة الحرّة، عن طريق تلاقح الأفكار والعمل الجماعيّ بين المتعلّمين بإشراف لجنة تتكوّن من أساتذة أكفاء، والملاك التربويّ والإداريّ للمؤسّسة التربويّة، وينبغي الحرص على اختيار الموضوعات المناسبة التي تحاكي المستوى الفكريّ والذهنيّ للمتعلّمين، والعمل على تخصيص ذائقة تعريفيّة للقدرات والطاقات الفنيّة لديهم، وطرح شذرات لامعة تسعى إلى نشر القِيم والعادات الإسلاميّة والاجتماعيّة الأصيلة وفق تخطيط استراتيجيّ منظّم يسلّط الضوء على المواهب الواعدة، فالصحافة الفنيّة تُسهم عن طريق كتّابها المتألّقين في التوجيه؛ وعندما يحرّر تلاميذ المدرسة موضوعات يتناولون فيها حبّ الوطن وطاعة الوالدينِ واحترام المعلّم، فإنّهم يشاركون في ترسيخ الفضائل والسلوكيّات التنمويّة التي تبني المجتمع بطريقة غير مباشرة؛ لكون الصحافة نشاطًا لا صفّيًا يسعى إلى تثبيت الأهداف العامّة مناصفة مع الأهداف الأخرى التابعة للموادّ الأكاديميّة بفروعها المختلفة، واختيار موعد إصدارها اليوميّ، أو الأسبوعيّ، أو الشهريّ، أو الفصليّ، بإخراج ومونتاج فنّيانِ مُتقنان.