مِن أَجلِ جِسمٍ قَوِيٍّ كَالحديدِ
تعدّ الفيتامينات والمعادن مهمّة جدّاً لجسم الإنسان، وأيّ نقص أو زيادة فيها يؤدّي إلى حدوث خلل ومشاكل صحيّة، ومن المعادن الضروريّة للجسم معدن الحديد الذي يتسبّب نقصه بخلل في كميّة الهيموغلوبين في الدم. والحديد: هو المسؤول عن تصنيع الهيموغلوبين في كريات الدم الحمراء، والهيموغلوبين: هو الراعي الرسميّ والناقل للأوكسجين من الرئتين إلى جميع أنسجة الجسم. وحينما تقلّ نسبة الحديد في الدم يقلّ الهيموغلوبين، وكذلك الأوكسجين ممّا يسمّى بـ(الموت البطيء) للأنسجة، وإهماله يؤدّي إلى فشل في عضلة القلب بسبب عدم وصول كميّة كافية من الأوكسجين، ويؤدّي أيضاً إلى التهاب اللسان وضيق التنفّس. أعراض نقص الحديد: الإجهاد، والإرهاق، وفقدان الطاقة، والتعب من أقلّ مجهود، الدوخة، والصداع، وعدم الاتّزان، وتساقط الشعر، والنوم المتقطّع، وشحوب الوجه والهالات السوداء تحت العينين، وسرعة ضربات القلب، وزيادة بمعدّلات التنفّس، وتكسّر الأظافر، وبرودة الأطراف وشحوب لونها، والنسيان، والضعف العامّ، وفقدان الشهيّة بخاصّة عند الأطفال، وأيضاً ضعف القدرة الذهنيّة والاستيعابيّة وضعف الذاكرة. والأكثر عرضة لنقص الحديد هم الحوامل والمرضعات والأطفال في سنّ النموّ، والنباتيّون؛ لكونهم يتناولون نسبة حديد أقلّ لعدم تناولهم اللحوم، وأيضاً الذين يعانون من الأمراض المزمنة. الوقاية والعلاج: هناك طرق حديثة ومتطوّرة لعلاج نقص الحديد، منها الحبوب أو المكمّلات الغذائيّة، ويلجأ المريض إلى الحقن الوريديّ إذا كان هناك اضطرابات في الجهاز الهضميّ مثل التهابات المعدة وتقرّحاتها، وجرثومة المعدة، وتقرّحات القولون والتهابه، التي تعوق عن امتصاص الحديد بالجسم سَواء كان عن طريق الغذاء الصحيّ والسليم أو الحبوب لكون المريض لا يستفيد منها بسبب مشاكل الجهاز الهضميّ، لذا يتطلّب أخذ الحديد عن طريق الحقن. مصادر الحديد: - كلّ البقوليّات والحبوب الكاملة، وتشمل الحمّص والعدس والباقلاء والبازلاء وغيرها. - اللحوم الحمراء والبيضاء كالسمك والدجاج. - الخضروات والفاكهة، وتشمل البروكلي والشمندر والكرفس والتفّاح والزبيب والعسل والتمر وغيرها. ويتميّز البروتين الحيوانيّ بالحديد أكثر من البروتين النباتيّ لأنّه سهل الامتصاص، ويساعد البروتين الحيوانيّ على امتصاص الحديد من البروتين النباتيّ لكونه يتفاعل بصورة أكبر مع أحماض المعدة؛ لذلك لا يُنصح بشرب الشاي والقهوة بعد تناول الغذاء مباشرةً؛ لأنّه يتفاعل مع البروتين النباتيّ أكثر ويكون مركّبًا صعب الامتصاص بالمعدة. نصيحة: لتجنّب الأعراض والمشاكل الصحيّة التي قد يسبّبها إهمال نقص الحديد، يجب فحص نسبة الحديد بالدم على الأقلّ من شهرين إلى ثلاثة أشهر عند الشعور بأحد الأعراض الآنفة الذكر.