آثارٌ وَخَيرٌ

ميساء محمود كامل/ لبنان، رسم: خلود عبد الحسين الموسويّ
عدد المشاهدات : 170

هيّا يا أمّي استيقظي لنخرج إلى المرعى فأنا جائع.. لا بدّ من أنّ رفاقي قد أكلوا كلّ الأعشاب اللذيذة. «مرمور» عجلٌ صغيرٌ وسمين يحبّ الأكل كثيرًا، ذكيّ ونشيط ويحبّ جمع المعلومات أيضًا. فتحت البقرة الكبيرة أمّ مرمور باب الحظيرة في مزرعة العمّة أنيسة. واااااااو ما هذا البياض الناصع يا أمّي! تعجّب مرمور سائلًا أمّه، ضحكت البقرة قائلةً: إنّه الثلج يا صغيري، جرى العجل نحو الحقل يقفز فرحًا والثلج يلامس وجهه وأنفه: ماما ها هي العمّة أنيسة قادمة لأخذ الحليب لا بدّ من أنّها تشعر بالبرد وتحتاج إلى الحليب الدافئ. راح مرمور يدور حول العمّة فهو يحبّها كثيرًا، اكتشف أنّ حوافره تغرق في الثلج وتترك أثرًا كلّما قفز، ولاحظ أيضًا آثارًا كثيرة حوله، منها للدجاجات والخِراف والحمار، ومنها آثار أقدام العمّة أنيسة، وهناك آثار أقدامٍ لا يعرفها.. أحبّ مرمور أن يكتشف كلّ الآثار فراح يراقب المزرعة وحيواناتها، رأى الدجاجات تخرج لتأكل وتعطي البيض للعمّة. شاهد الخِراف وهي تتناول العلف لتعطي الحليب والصوف واللحم للعمّة أنيسة، وفرح مرمور لرؤية الحمار وهو يحمل الحطب لمدفأة العمّة، هتف مرمور للكلب مشجّعًا إيّاه لأنّه يحرس المزرعة. بعدها صار يموء بصوت عالٍ، لقد رأى الذئاب تحاول دخول المزرعة لأذيّة الحيوانات، فعرف عندها أنّ الآثار الغريبة هي آثار أقدام الذئب. أسرع مرمور إلى أمّه وهو يقول: ماما لكلّ منّا في المزرعة آثاره وكلّنا نسعى إلى الخير مع العمّة، أمّا الذئب فآثاره بشعة، فهو يأتي لأذيّة الحيوانات، أنا أريد أن أترك آثاري الجميلة عندما أكبر كأن أساعد في حرث الحقل.. فلكلّ منّا آثاره فلنسعَ أن تكون للخير.