إصلاحُ ذَاتِ البَينِ في الغُربةِ

موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيّد عليّ الحسينيّ السيستانيّ (دام ظلّه)
عدد المشاهدات : 155

السؤال: هل يُثاب المسلم إذا قام بالإصلاح بين الناس في بلاد الغربة؟ الجواب: للإصلاح بين الناس، وحلّ خلافاتهم وتحبيب بعضهم إلى بعض، وردم شقّة الخلاف بينهم ثواب عظيم، فكيف إذا كان ذلك الإصلاح في بلد الغربة، حيث النأي عن الديار والأهل والمعارف والأحباب، فقد أوصى الإمام عليّ (عليه السلام) وَلديه الإمامينِ الحسن والحسين (عليهما السلام) قُبيل وفاته بعدما ضربه الخارجيّ ابن ملجم المراديّ - لعنه الله - بوصايا عدّة، منها: تقوى الله تعالى، ونظم الأمر، وصلاح ذات البين، فقال (عليه السلام): "أوصيكما وجميع وُلدي وأهلي ومَن بلغه كتابي بتقوى الله (سبحانه وتعالى)، ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم، فإنّي سمعتُ جدّكما (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام"(1). السؤال: شخص من النجف الأشرف لكنّه يعيش في أمريكا، و قد أعرض عن النجف الأشرف ولا ينوي العودة إليها للعيش فيها مرّة أخرى، فهل ستبقى وطناً له في الصور الآتية: 1- إذا كان أهله لا يزالون يعيشون فيها، لكنّه مستقلّ عن أهله وعنده عائلة. 2- إذا كان أهله لا يعيشون هناك، بل ماتوا أو كانوا يعيشون في بلدٍ آخر. 3- إذا كان أهله يعيشون هناك وهو غير مستقلّ عنهم، بمعنى أنّهم مَن يصرفون عليه. أرجو التوضيح، وما المناط في كون إعراضه عن الوطن الأصليّ يجعله ليس وطناً، أي لا يصلّي تماماً إذا مرّ به؟ الجواب: يزول حكم الوطنيّة بالخروج عن الوطن مُعرضاً عنه، بأن كان لا يحتمل احتمالاً معتدّاً به أن يرجع إليه للسكن، سواء كان أهله باقين هناك أو لم يكونوا، وسواء كان مستقلّاً عنهم أو لم يستقلّ. ............................ 1- نهج البلاغة: ج3، ص56.