الصُّلحُ خَيرٌ

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 140

قال الله تعالى: (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِن نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلك ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء: 114). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "ألا أُخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين، فإنّ فساد ذات البين هي الحالقة".(1) لو نظرنا إلى رواية عجيبة للإمام الصادق (عليه السلام) يقول فيها: "لايزال إبليس فَرِحاً ما اهتجر المسلمانِ، فإذا التقيا اصطكّت ركبتاه وتخلّعت أوصاله، ونادى يا ويله، ما لقي من الثبور"(2)، نجد أنّ من الأسلحة الفتّاكة التي يستعملها المؤمن في ردّ كيد الشيطان اللعين هو الإصلاح بين المؤمنين، وذلك ليبقى المجتمع الإنسانيّ متراصّاً ومترابطاً، فالمؤمن أخو المؤمن، وهو عينه ودليله، بل هو روحه ونفسه. يقول أحد الرواة: "مَرَّ بِنا المُفضَّل وَأَنا وَخَتَني نَتَشاجَرُ فِي مِيراثِ، فَوَقَفَ عَلَينا ساعَةً، ثُمَّ قالَ لَنا: تَعالَوا إِلَى المَنزِلِ، فَأَتَيناهُ فَأَصلَحَ بَيننا بِأَربَعَمائة دِرهَمٍ، فَدَفَعها إِلَينا مِنْ عِندِهِ، حتّى إِذا استَوثَقَ كُلُّ وَاحد مِنّا مِنْ صاحِبِهِ، قالَ: أَما إِنَّها لَيستْ مِنْ مالي، ولَكن أَبُوعَبدِاللهِ (عليه السلام) أَمَرَنِي إذا تَنازَعَ رَجُلانِ مِنْ أَصحابِنا أَن أُصلِحَ بَينَهُما وَأَفتَدِيهما مِنْ مالِهِ، فَهذا مِنْ مالِ أَبِي عَبدِالله (عليه السلام)".(3) .............................. (1) ميزان الحكمة: ج5، ص234. (2) الكافي: ج2، ص7. (3) الكافي: ج2، ص209، ح2.