إِشراقَةُ الأَرضِ مَفقُودَةٌ

تبارك فاضل الطائيّ/ ذي قار
عدد المشاهدات : 277

هذه الأرض بدأت تفقدُ بريقها شيئاً فشيئاً، وتتطلّعُ إلى إشراقةٍ تُغيّر هذا النمط الفوضويّ للكون، فكلّ ما في هذا الكون ينتظرُ. ومعنى الانتظار لغةً: توقّعَ، أو ترقّبَ، أي ما يصحّ قوله: أَمَل في الحصول على شيء، أَو في حدوث أمر مُرتَجَى، فكلُّ عاشقٍ اليوم يترقّبُ ظهور الإمام الغائب (عجل الله تعالى فرجه الشريف) والمُخلّص، فالانتظار هنا هو الثبات على منهاج أهل البيت (عليهم السلام)، أي الالتزام بالأخلاق، العفّة، بناء الأسرة، والتمتّع بالقوة الفكريّة، والمهارات الفرديّة والجماعيّة، كلّ تلك الأمور تنمّ عن بناء مجتمع واعٍ ومثقّف، ومدرك لأهميّة ذلك الانتظار، فكلّ شخص في الكون وبخاصّة المنتظرون يجب عليهم الحفاظ على المبادئ، والقِيم التي تخلق وسطاً ملائماً، ومؤهّلاً لتلك الدولة المرتقبة. ولا يعرفُ طعمَ الانتظار سوى المُحبّ المُنتَظر لحبيبه، فكلّنا اليوم نشعر بظلمة هذه الأيام ووحشيّتها، ومدى قسوتها على محبّي أهل البيت (عليهم السلام)، لكنّهم لا يزالون يقرنون الصبرَ بالانتظار، فالصبرُ ملاذهم الوحيد، وقد جاءت روايات عديدة في ذلك. فقد رُوي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، أنّه قال: "إنّ دينهم الورع والعفّة والاجتهاد.. والصلاح وانتظار الفرج بالصبر"(1)، فهذه خصال المتشوّقين للظهور، يلخّصها الإمام في هذا الحديث. فالمعنى الذي نستخلصهُ من الانتظار هو: • الثبات على الإيمان والاعتقاد بظهور الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، إذ إنّ عدم الإيمان به يُعدّ خرقاً لعقيدة الإمامة. • إصلاح النفس هو المرتكز الرئيس؛ لنكون من المنتظرين المخلصين. ........................... (1) ميزان الحكمة: ج1، ص:179.