رياض الزهراء العدد 170 شمس خلف السحاب
أُمنيَّاتُ عَاشِقٍ
رفعتُ بصري إلى السماء، فإذا بالشمس قد اختبأت خلف الغيوم التي كانت بأشكال مختلفة وبطراز هندسيّ رائع يدلّ على بداعة خالق الكون في الترتيب والتنظيم، وكلّ غَيمة تحتضن ماءً نقيّاً طاهراً ينتظر أن يأذن له الخالق البارئ بالهطول؛ ليروي الأرض ويغسلها من غبار الزمن، ويسقي الزرع ويجدّد الحياة في بقاع الأرض المعمورة.. وقلوبنا تنبض بكلّ قطرة مطر، وتتلهّف شوقاً إلى لقائكَ سيّدي الغائب، يا شمس الوجود التي نتطلّع إلى طلّتها البهيّة؛ لتزيل غيوم همومنا وأحزاننا، وتعيد الحياة الطيّبة إلى رونقها الأصيل، وتثبت وجودنا في الحياة، ونعيد أمجاد أئمتنا(عليهم السلام)، في ظلّ دولتكَ الكريمة، وتُحيي سنّة جدّكَ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتُطبّق مبادئ الإسلام الحقيقيّ على يديكَ سيّدي.. متى يُمحَق الباطل ويختفي الجور والظلم، ويتساوى الغنيّ مع الفقير؟ آهٍ آهٍ.. سيّدي يا أبا صالح! متى نرى طلعتكَ البهيّة وتشرق شمس ظهوركَ ليتبدّل الحزن والألم إلى سعادة وراحة بال؟ إلى متى أُحار فيكَ يا مولاي، يعزّ عليّ أن لا أكتحل بالنظر إلى وجهكَ الصبوح، أتُرانا نستحقّ أن نحظى بذلك ونراكَ وأنتَ تؤمّ الملأ وتفيء بظلالكَ على الكون؟ إنّه لحظّ عظيم سيّدي، نلتمس دعاءكَ لنحظى بشرف لقائكَ، وإن كنّا في ظلمات القبور نأتزر أكفاننا، نريد أن نقاتل مع جنودكَ ونثأر لجدّكَ الحسين المظلوم (عليه السلام)، إنّه الحياة والشرف العظيم، هنيئاً لمَن يدرك ذلك اليوم الموعود..