رياض الزهراء العدد 170 لنرتقي سلم الكمال
التَّوازُنُ بَينَ العَقلِ وَالعَاطِفَةِ
هناك محوران في وجود الإنسان: محور العقل والعلم، والذي يدرك الإنسان بواسطته الحقائق مثل: (2+2=4)، فهذا علم. الثاني: محور العاطفة: وهي قابليّة النفس للميل والتأثّر الشديد بسبب المشاعر كالمحبّة، والبغض، والشفقة، والعصبيّة وغيرها، مثل: حبّ الوالد لولده، فهذه عاطفة. العقل والعاطفة هبتانِ من الله تعالى، زرعهما في النفس البشريّة، فإذا استطاع الإنسان تحقيق التوازن بينهما، فإنّه سيكون قادراً على اتّخاذ القرارات الصائبة، وبذلك يمكنه التواصل مع جميع أفراد المجتمع. فلو غلب العقل على العاطفة فإنّ الإنسان يكون صارماً، ويصعب التواصل معه، وإذا غلبت العواطف على العقل فسيكون فريسة لمشاعره، ويصعب عليه التمييز، فتكون قراراته إمّا لفرط محبّة، أو تعصّب لنسب أو عرق، فتوقعه في الظلم والإساءة والإفساد. أكّدت الدراسات العلميّة الحديثة على أنَّ الدماغ البشريّ يخوض نزاعاً دائماً بين مركز العقل ومركز العاطفة؛ للتحكّم بسلوك الشخص وهو على وشك اتّخاذ قرارات مصيريّة قد تؤدّي إلى النجاح أو الفشل. ورُوِي عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) أنّه قال: "أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى، والأبصار اللامحة إلى منار التقوى، أين القلوب التي وُهبت لله، وعُوقدت على طاعة الله".(1) في هذه الرواية عيّن الإمام عليّ (عليه السلام)، ضابطة لتكامل المحورين، ففي الجزء الأول من الرواية إن اهتدى العقل، وكان الله (سبحانه وتعالى) هاديه، وصوَّب الإنسان بصره للتقوى، وسيطر بهذه التقوى على مشاعره وغرائزه فقد حصل الشرط الأول. وفي الجزء الثاني: بيَّن معيار العواطف والدوافع، وهو الإخلاص وطاعة الله تعالى، وبجعل القلب لله (سبحانه وتعالى) ولا نعاهد سواه، ولا نعبد غيره. لذا فإنّ العقل والعاطفة عاملان مؤثّران في إدارة شؤون الإنسان الحياتيّة، فكلّما اكتمل لدى الإنسان هذا التوازن كلّما ازداد كمالاً، وعدلاً، ويصبح بحقّ خليفة الله تعالى في الأرض. ................................... (1) نهج البلاغة: الخطبة 144، ص245. الأسئلة: س1: أكملي المثل المعروف: "من السهل أن تصبح عالماً لكن من الصعب أن............ ". س2: مَن مؤلف كتاب (الشاب بين العقل والعاطفة)؟ 1-الشيخ الأنصاريّ. 2-السيّد محمّد رضا الشيرازيّ. 3-الشيخ محمّد تقيّ الفلسفيّ. أجوبة موضوع الجار ثمّ الدار: ج1: أ- الإمام الكاظم (عليه السلام). ج2: ب- الإمام الصادق (عليه السلام).