رياض الزهراء العدد 170 نافذة على المجتمع
جامعَةُ أُمِّ البنينَ (عليها السلام) الإلِكترونيّةُ: أُنموذجٌ لاعتمادِ المنهجَينِ الحَوزويّ والأكاديميّ فِي التّعليمِ
الموارد البشريّة من أغلى أنواع الموارد في الجانب التعليميّ، فأُوجد التعليم الإلكترونيّ الذي كُسِر عن طريقه حاجزا الزمان والمكان، فأُلحقت الموادّ التعليميّة، وصُنعت المحاضرات التفاعليّة في ضمن أيقونة إلكترونيّة يستطيع المتعلّم استعراضها متى ما يشاء، والتعلّم منها عن بُعد، مثلما يسمح هذا النوع من الجامعات للطلبة الذين تمنعهم ظروفهم من الالتحاق بالجامعات بشكل نظاميّ، بتلقّي التعليم لبناء مستقبل أفضل. التقت مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام) بالشيخ أحمد الحسناويّ/ المعاون العلميّ لجامعة أمّ البنين (عليها السلام) الحوزويّة الإلكترونيّة، وكان الحوار الآتي: التقريب بالتقرّب لكلّ مشروع من المشاريع عدد من الطروحات للوصول إلى أهداف معيّنة تُعنى بهذا المشروع، وبالنسبة إلى جامعة أمّ البنين (عليها السلام) الحوزويّة الإلكترونيّة، ما الأهداف التي تسعون إليها؟ الأهداف بالنسبة إلى أيّ مشروع تكون وَفق احتياجات الواقع التعليميّ الحوزويّ، سعينا بوصفنا قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة للعتبة العبّاسيّة المقدّسة إلى تقديم مشروع جامعة أمّ البنين (عليها السلام)، فأطّرنا الأهداف التي نريدها ليكون أولها: 1- رفع الوعي العامّ في المجتمع الإسلاميّ بأهداف النهضة الحسينيّة ومبادئها، وأسبابها ونتائجها عن طريق حثّ المبلّغات على تقديمها بأسلوب علميّ وعصريّ بدون الاعتماد بشكل كلّي على الجانب الرثائيّ من النهضة. 2- الحفاظ على قيمة المعلومة المقدّمة في المنبر الحسينيّ النسويّ ومستواها، عن طريق تخليصه من الخرافات والمعلومات غير الدقيقة التي تُقدّم غالباً عن طريق السهو أو الجهل بالمعلومة الصحيحة من قِبل المبلّغ. 3- مواجهة الأسلوب الخطابيّ المؤثّر في التيّارات الفكريّة المنحرفة عن طريق رفع مستوى الثقافة العامّة للمبلّغات، وتلقينهنّ فنّ الخطابة المقنع والمؤثّر. 4- رفع مستوى الجانب الفقهيّ والعقائديّ لدى المجتمع النسويّ عن طريق الاستفادة من دور المبلّغة، وأهميّة المنبر الحسينيّ في المجتمع وتأثيره. جاهزة وجديرة بقيادة التعليم الرقميّ التعليم الإلكترونيّ: تقديم المحتوى التعليميّ وإيصال المهارات والمفاهيم للمتعلّم عن طريق التقنيّات بشكل يتيح له التفاعل النَشِط مع المحتوى والمعلّم والزملاء، ما الخطوات التي استطعتم عن طريقها الوصول إلى التعليم العالي الحوزويّ وإضافته إلى التعليم الرقميّ؟ وهل حقّقتم الهدف من التفاعل بين المحتوى والمعلّم؟ تسعى العتبة العبّاسيّة المقدّسة إلى مدّ الجسور في شتّى المجالات وأهمّها التعليم، فهي لا تركن أبداً إلى ما تحقّقه فقط، بل تسعى دائماً إلى إيجاد طرق لتعزيز منجزها في قطاع الفكر والتكنولوجيا، والحفاظ على موقعها الرياديّ المحليّ، الأمر نفسه ينطبق على وسائل التعليم فيها، فالمرجعيّة الدينيّة العليا لديها مجموعات ذات صلة بالتعليم الحوزويّ، حيث تتّسم خُطَط التعليم الحوزويّ بالتدرّج؛ لتحافظ على جاذبيّتها للمنافذ التعليميّة الكبيرة والمتوسّطة لجميع الشهادات العلميّة. ويمكننا القول إنّنا قد وصلنا إلى أعلى مستوى من التفاعل النَشط مع المحتوى والمعلّم والطلبة، وذلك عبر المباحثات المباشرة والحوارات العلميّة بين الطلبة والأساتذة، حيث عمدنا إلى استخدام أبسط التطبيقات الرقميّة كـ (التيلجرام) لجميع الموادّ الدراسيّة، ولكافّة المراحل الدراسيّة تحت إشراف أستاذة متمرّسة تدير النقاشات، وتشرح المطالب العلميّة، ولعلّ الإحصائيّة الأخيرة هو إجابة وافية، حيث شاركت (37) دولة و (8575) طالبة. رباعيّ التميّز من بين شروط قبول الطالبة في الجامعة أن تنجح بدرجة لا تقلّ عن (60%) في اختبار اللجنة الرباعيّة في العتبة العباسيّة المقدّسة، فما اللجنة الرباعيّة؟ وما أسباب اختياركم لهذه اللجنة؟ اللجنة الرباعيّة ترشد وتوظّف الإمكانات لتحقيق الهدف، فهي تتكوّن من: مدرّب تنمية بشريّة، طبيب متخصّص في الصحّة النفسيّة، خبيرة اجتماعيّة، جهة حوزويّة. ومن ملاحظة الأركان الأربعة في هذه اللجنة يتّضح الهدف المقصود منها، إذ إنّ غاية الجامعة إعداد مبلّغات؛ لحمل الرسالة الحسينيّة، فإذا لم تكن تلك المبلّغة بالمستوى المطلوب من جميع الجهات فكيف ستتحمّل أعباء تلك الرسالة الخالدة. المخرّجات كيف استطعتم بوصفكم مؤسّسين للجامعة من رفع جودة مخرّجاتها؟ هناك العديد من الأدوات، أهمّها تصميم المحتوى الإلكترونيّ، وتقديم حقائب تدريبيّة إلكترونيّة وتطويرها، والتعاون في مجال البحث العلميّ، والمشاريع البحثيّة، والتجهيزات المتعلّقة بها، وتبادل الخبرات الاستشاريّة مع المتخصّصين في مجال التعليم والتدريب والتوجيه والإرشاد، وتبادل الخبرات في مجال البنية التحتيّة، وتطوير الحلول التقنيّة والتدريب، والمراجعة المستمرّة للمناهج العلميّة والدروس المعطاة والإخراج الفنيّ للدروس، وعدم الاكتفاء بما كان، هذا فيما يخصّ الملاك التدريسيّ، أضف إلى ذلك طريقة المدرّس الأكاديميّ ومدى تقبّل الطالبات للمادّة العلميّة. آليّة النتيجة ما آليّة تنظيم الامتحانات في الجامعة؟ ترتكز آليّة تنظيم الامتحانات على عدّة أمور: 1. التوقيتات المنضبطة لجميع الامتحانات ونتائجها. 2. التدقيق والمنهجيّة في وضع الأسئلة الامتحانيّة. 3. الموقع الإلكترونيّ الجيّد نسبيّاً. 4. التصحيح الإلكترونيّ لإجابات الطلبة، وعرض النتائج مباشرةً بعد انتهاء الامتحان. 5. قبول جميع الاعتراضات ومعالجتها آنيّاً، وتعويض الدرجة لمَن يستحقّها في الحال. كلّ هذه الأمور ولّدت عند الطالبات الثقة العالية في آليّة تقديم الامتحان. البنية العلميّة ما الأقسام التي عمدتم إلى تقنينها في الجامعة وجعلها محوراً مهمّاً للطالبة؟ وما شروط القبول؟ وهل توجد أقسام أخرى في المستقبل؟ اعتمدنا في الجامعة على قسمين، هما: قسم إعداد المبلّغات، وقسم الدراسات القرآنيّة، أمّا القبول فيتمّ وفق القوانين، وهي: 1. أن تكون المتقدّمة للتسجيل لديها شهادة الإعداديّة أو ما يوازيها. 2. ألّا يقلّ عمرها عن (20) سنة، ولا يزيد على (45) سنة. 3. لديها تزكية دينيّة وأخلاقيّة من أحد معتمدي المرجعيّة الدينيّة، أو أحد الفضلاء والأساتذة المُعرّفين لدى إدارة الجامعة. 4. أن تنجح بدرجة لا تقلّ عن (60%) في اختبار اللجنة الرباعيّة في العتبة العباسيّة المقدّسة، إضافةً إلى النجاح في فقه الشعائر، سيرة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والمعصومين (عليهم السلام)، قضايا عاشوراء، التبليغ الإسلاميّ، فنّ الخطابة، الشعر الحسينيّ، هذا بالنسبة إلى قسم إعداد المبلّغات، أمّا بالنسبة إلى قسم الدراسات القرآنيّة، فيشمل علوم القرآن الكريم، والتفاسير، وإعراب القرآن، وأسباب النزول، وطرائق التدريس، وكلّ ما يخصّ القرآن الكريم قديماً وحديثاً من أجل تطوير علوم القرآن في الساحة التعليميّة، ونطمح أيضاً إلى فتح قسم يُعنى بدراسات نهج البلاغة، طبعاً بعد استحصال الموافقة من الجهات المتخصّصة في العتبة العباسيّة المقدّسة. مقياس القبول من ضمن الشروط التي وُضعت هو أن تكون المتقدّمة خرّيجة الإعداديّة أو ما يوازيها، بيّنوا لنا ذلك: هذا شرط نعدّه مهمّاً في الجامعة، لما له من أهميّة في مدى التفاعل للطالبة، ويمنح قابليّة جيّدة لفهم الموادّ الدراسيّة، فمثلما هو معلوم لديكم أنّ بعض الموادّ الحوزويّة تحتاج إلى قابليّة عقليّة جيّدة لفهمها واستيعابها. توظيف التقنيّات الحديثة في التعليم حافز مهمّ لتجويد مستقبليّ للعمليّة التعليميّة في كلّ دول العالم والتخطيط لها، من أجل الارتقاء بمستوى الملتحقات معرفيّاً ومهنيّاً، إضافة إلى رفع مستوى الوعي والمستوى الفكريّ للطالبة.