الحَقُّ المَغصُوبُ

عهود فاهم العارضيّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 255

زينب: أمّي أمّي، صديقتكِ أمّ أحمد على الباب. الأمّ: أهلاً وسهلاً، تفضّلي أختي، فالبيت بيتكِ. أمّ أحمد: السلام عليكم ورحمة الله، كيف حالكِ علويّة؟ العلويّة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نشكره على كلّ حال. أمّ أحمد: أوه أنا آسفة، يبدو أنّني أتيتُ في وقت غير مناسب، وكأنّكِ تجردين بعض الأشياء؟ العلويّة: حبيبتي أمّ أحمد أنتِ تشرّفينني في أيّ وقت، في الحقيقة نعم أنا أجرد ممتلكاتي، فبعد يومين سيأتي موعد السنة الخمسيّة إن شاء الله تعالى، ولابدّ من أن أتهيّأ قبلها كي أبرئ ذمّتي أمام الله تعالى. أمّ أحمد: سنتكِ الخمسيّة؟! أليس هذا من واجبات الزوج؟ فأنا متزوّجة وزوجي هو مَن يقوم بذلك، فلماذا أجهد نفسي وأضيّع أموالي؟ العلويّة: عزيزتي أمّ أحمد قبل كلّ شيء يجب أن تعلمي أنّ الخمس هو من فروع الدين، وهو واجب شرعيّ على كلّ مسلم ومسلمة كالصوم والصلاة، فكلّ شخصٍ لابدّ من أن يمتلك بعض الممتلكات الخاصّة به، فالنساء لابدّ وأن يمتلكنَ الهدايا بما فيها الملابس والعطور والإكسسوارات، أو الأموال أو الإرث، فأيّ شيء يُعدّ ملكها الشخصيّ وهي حرّة التصرّف فيه إذا مرَّ عليه سنة من دون أن تستخدمه ولو لمرّة واحدة وجب فيه الخمس، هذا بالنسبة إلى المرأة غير الموظّفة، ولكنّكِ يا أمّ أحمد الغالية موظّفة، فأول يوم تمّ فيه حساب راتب لكِ فإنّه يوم رأس سنتكِ الخمسيّة. أمّ أحمد: أختي العلويّة! أنتِ تعرفين الحال فأيّ راتب يبقى عندي لسنة كاملة مع كلّ هذه المصاريف والمسؤوليّات؟ العلويّة: عزيزتي الفكرة واضحة، في يوم سنتكِ الخمسيّة ولنفترض أنّه الخامس عشر من شهر شعبان، تجردين ممتلكاتكِ التي لم تُستخدم نهائيّاً، ثمّ قيّميها وقسّميها على خمسة، وكذلك أموالكِ قسّميها على خمسة، فهذا الناتج البسيط ولو كان ديناراً واحداً هو المال المخمّس، وبهذا تكونين قد أبرأتِ ذمّتكِ أمام الله تعالى. فالحقيقة التي تُخيفني حقّاً أنّه من شروط قبول الصلاة والزيارة، وجوب كون الملابس مخمّسة، فإذا لم أخمّس أكون قد اغتصبتُ حقّ الله (سبحانه وتعالى)، وحقّ الناس الفقراء في أموالي، الحقّ الذي فرضه الله تعالى عليَّ، والأدهى أنّي اغتصبتُ حقّ إمام زماني (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فبأيّ وجه أُصلّي وأصوم وأقيم المجالس الحسينيّة وأدعو الله بالفرج وأنا أسرق الحقوق الشرعيّة التي فرضها الله تعالى؟ فقد قال في كتابه الكريم: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللهِ) (الأنفال: 41). والإمام الحجّة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الزمان. أمّ أحمد: جزاكِ الله خيراً علويّة، فقد أنرتِ قلبي بهذا الكلام، سأتوجّه مباشرةً لأعمل مصالحة مع الحاكم الشرعيّ وأستفتيه في ممتلكاتي.