الفَجرُ

زينب ضياء الهلاليّ/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 153

الفجر يكون بدايةً للصباح لبعض الناس، وأحياناً يكون بداية المساء للبعض الآخر. في مكان ما تحت أجنحة الظلام الذي لايزال يُرخي سدوله البعض يفتحون عيونهم، والبعض الآخر يغمضونها ويغطّون في النوم، قد يكون الفجر للبعض ليلة متعبة لعدم قدرتهم على الاستسلام للنوم، وقد يكون للبعض الآخر صباحاً متعباً لعدم قدرتهم على النهوض وبدء يوم جديد في مكان ما من الفجر، على الحدود بين المساء والصباح تكمن نعمة الله (سبحانه وتعالى) في صلاة الفجر وبعد طول ظلمة الليل الموحشة، لتكون ركعات الصبح بلسماً وفسحات ضوء تشرق عليكِ مع شروق الشمس في نفوس الذاكرين لله تعالى كثيراً والذاكرات. (صلاة الصبح) هي التي عبّر عنها القرآن الكريم بـ (قرآن الفجر)، فقد امتازت بهذه الميزة مع الصلوات المتقدّمة، لكن أُضيف إليها ميزة أخرى، هي أنّها مشهودة في الملأ الأعلى، وقد رُوي عن إسحاق بن عمّار، قال: "قلتُ لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): يا أبا عبد الله أخبرني عن أفضل المواقيت في صلاة الفجر، قال: مع طلوع الفجر، إنّ الله تعالى يقول: (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا) (الإسراء: 78)، هي صلاة الفجر يشهدها ملائكة النهار وملائكة الليل، فإذا صلّى العبد صلاة الصبح مع طلوع الفجر أُثبتت له مرّتين تثبتها ملائكة الليل وملائكة النهار".(1) اختار الله تعالى لنا هذا الوقت؛ ليكون طوق نجاتنا، وأكبر شفيع تُقضى به حاجاتنا، ويكون لنا صفحة جديدة في حياتنا مع بزوغ الفجر. .......................... (1) ثواب الأعمال: ص 36.