(وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)

نادية حمادة الشمري
عدد المشاهدات : 171

ألا هُبّي قبيلة هاشم إلى آل زهرة نتوافد.. هم ربيعُ النسلِ فكلاهما في قلب عدنان يتوحد.. فطرقت بنو هاشم باب سعادة في توطيد قرابة مُشعة تتحدد.. بطلب من عبد المطلب ليرفع الأمر إلى وهب، عبد الله ذو كرم يعين على الندى سمح إلى آمنة بنت وهب، فأجاب وهب.. نزلتم المنزل أهلهُ، ورضا بتزويج آمنة بنت وهب.. وتوافدت نساء آل زهرة لتبارك لآمنة وتغبطها عبد الله رفع الله لكِ ذكرك.. وبدمع بيتٍ فيه نشأت مضت الجدايةُ(1) مع غزلان بني هاشم.. فبنى لها بيتاً رفيعاً سمكه، وقادها إلى رحبةِ دارٍ من دورِ بني هاشم.. مردداً: لقد نزلت في دارٍ أنتِ أهلهُ فلا تظني بمكروهٍ يصلُكِ من بني هاشم.. وسكّن من روعِ غربتها نورٌ ساطعٌ جهلتهُ ولم تعلمه.. قائلةً: هلا سألتك عن الذبح الذي لم أعلمه.. آمنة، لا تعجلي وانظرينا نخبركِ ما لم نكن نعلمه.. نذرٌ لعبد المطلب عند الكعبةِ بنحر فأجاب القوم عبد المطلب رفع الله لك ذكرك.. فتنازع بنو مخزومٍ بعيطلٍ(2) حتى يرضى الله به قربانا.. وطار ظلال النزاع في قريش بإدماء(3) بِكرٍ لم تقرأ جنينا.. ليستقر الأمر على مائة من الإبلِ وتكون حمرُ النعم(4) ما فُدِي به الذبيحُ.. وأيامٌ حتى نالت من الحمل حملاً خفيفا وفي الجبينِ يسطعُ نورٌ كغرّةِ فرس.. متوّجة الدنيا بتاج رسولٍ يُنقذ من رضا الله عنه ويبعده من سقرٍ.. فورث الإسلام بشيراً والدين نذيراً ويوم القيامةِ متبسماً لا عبساً.. وأيامٌ غرٌ طِوال أنزل جبرائيل من الله (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)/ (الشرح:4).. تبصّر في القرآن ليذكر (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ)/ (الكوثر:1).. هلا سألت مَن هي الكوثر.. هي عطرٌ عطّر طيبة(5) بعطر الكوثر.. وتقصيرٌ ليومِ الدُجن(6) بولادتها (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)/ (الإنشراح:4).. ................................... (1) الجداية: الظبي الصغير. (2) عيطل: الطويلة العنق من النوق. (3) أدماء: ناقة بيضاء. (4) حمر النعم: نوق تشتهر بالعراق. (5) طيبة: المدينة المنورة. (6) الدجن: يوم الغيوم.