رياض الزهراء العدد 170 منكم وإليكم
مَاذا لَو حَدَثَ الأَسوَأُ؟
كيف نتصرّف؟ هل نُحبط؟ أم نيأس؟ أم نحثّ الخُطى للانبعاث من نقطة الصفر؟ أسئلة كثيرة تُطرح؛ إلّا أنّ الأهمّ هو كيف نتعامل مع الأسوأ إذا حدث؟ إنّ إعادة لملمة الشتات النفسيّ ليس بالأمر السهل، وإعادة شحن النفس بالطاقة الإيجابيّة ليس بالمستحيل، ومثلما أنّ الحالات التعويضيّة الإنسانيّة قد تكون هي الأمر الحقيقيّ في حياتنا ونحن لا نراها؛ لأنّنا تعمّدنا السهو عنها. فما مقدّمات التعويض المناسب؟ أهمّ هذه المقدّمات هو فتح صفحة جديدة نجمع فيها خبرة وعِبرة تُسهم في صقل شخصيّتنا المستقبليّة، والبحث من جديد عن شخصيّات وأدوات مختلفة؛ لنعبّد طريقاً به فرص جديدة لحياة أجمل، فالمسائل لا تُقاس بحجم الأموال، ولا الإنجازات في حياتنا، وما نعدّه إنجازاً مهمّاً قد يكون عامل التعويض أحياناً، أو معظم الأحيان مكمن سعادتنا، فعلينا ألّا نسخر ممّا آلت إليه الأمور، ومثلما علينا ألّا نستصغر شيئاً، والأسوأ الذي لم يكن ليحدث فحدث، وهنا لا يمكن أن نغمض أعيننا ونفتحها لنرى ما تهدّم قد عُمِّر بلحظة. الأمر ليس سهلاً وليس مستحيلاً، صحيح بأنّ المواقف الحياتيّة يلزمها الكثير من الوقت والصبر، والعزيمة والإرادة للبدء من جديد؛ لأنّ الحياة بجميع مساراتها تصقلنا وتكسبنا الخبرات، ومن هنا يلزمنا البدء بحياة جديدة، ويبدأ التحدّي للوصول إلى الأفضل والانتقال من مرحلة إلى مرحلة أخرى، وأنّ مع كلّ غروب شمس هنالك فجراً جديداً. فالاحتمالات الأخرى في الحياة مفتوحة دائماً، والمسارات البديلة لا تنضب مواردها، قد يأتي حلمكم بوصف أو بلون غير الذي كنتم تتوقّعونه أو تتصوّرونه فيه من زوايا لا تحلمون بها، لا تعرفون أين تكمن؟ ومن أين تأتي؟ فالأعمال بخواتيمها، واحتمالات الحياة دائماً مفتوحة على أكثر من طريق، وعلى أكثر من بديل، والنهايات بدايات أخرى، وما علينا إلّا التحلّي بالصبر والإيمان للبدء من جديد؛ لكي نستحقّ الحياة التي أعطانا إيّاها الباري (عزّ وجل) والتي ندفع ثمنها موتاً في النهاية، وليكن سعينا دائماّ بأن تكون حياتنا قنطرة للوصول إلى عالم الكمال والجمال والخلود..