مِن نِعمِ اللهِ تَعالى الذُّريَةُ الصَّالِحةُ

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 204

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “مَن حسنت صلاته، وكثرت عياله، وقلّ ماله، ولم يغتب المسلمين، كان معي في الجنة كهاتين”.(1) قبل كلّ شيء لابدّ من أنْ يعلم الإنسان المؤمن أنّ الذرية الصالحة من نِعم الله تبارك وتعالى، وهي إحدى الصدقات الجارية، التي ينتفع بها الإنسان في الدنيا والآخرة، وقد وهب الله تبارك وتعالى هذه النعمة لعباده؛ ليعرفوا قيمتها، ويُحسنوا التصرف بها، فقد ورد في الحديث الشريف عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال: “البنات حسنات، والبنون نعمة، فإنما يُثاب على الحسنات ويُسأل عن النعمة”.(2) وأيضاً ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام)قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “إنّ في الجنة درجةً لا ينالها إلا إمام عادل، أو ذو رحم وصول، أو ذو عيال صبور”.(3) كلّ ذلك وغيره تهذيباً لنا، وإتماماً للحجة علينا، كي لا يدّعي مدّعٍ في يوم من الأيام أن تلك النعمة الإلهية ما هي إلّا نقمة وشرّ، ويحاول بكلّ الوسائل أن يتخلص منها، وما ذاك إلّا تصريح واضح عن التقصير وعدم الاهتمام من قِبل الأبوين بذريتهم، ومدى الإحساس بتلك النعمة، وليت شعري هل منطق تحديد النسل ودعواته المغرضة تنسجم مع قوله تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)/ (الضحى:11) أو قل هل ينسجم ذلك مع قول الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله): “تناكحوا، تناسلوا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة”.(4) ولكن نرجع ونقول بضرورة التأديب والاهتمام والعناية بالذرية، وقد قال (صلى الله عليه وآله): “أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حبّ نبيّكم، وحبّ أهل بيته، وقراءة القرآن”.(5) ................................. (1) جامع السعادات: ج2، ص101. (2) الكافي: الكليني، ج6، ج7. (3) الخصال: ج1، ص101. (4) عوالي اللآلئ: ج1، ص87. (5) ميزان الحكمة: الريشهري، ج11، ص378.