رياض الزهراء العدد 170 صحة العائلة النفسية
الخَجَلُ الاجتماعِيُّ لَدى الشَّبابِ
ظاهرة الخجل الاجتماعيّ إنّ الخجل ظاهرة طبيعيّة تبرز في مراحل محدّدة من العمر، إذ إنّ من خصائص النموّ الاجتماعيّ أن يمرّ الفرد بمرحلة الإحساس بالخجل؛ وذلك بسبب بعض المشاعر التي يتعرّض لها ويتمّ التخلّص منها بالتفاعل مع الآخرين اجتماعيّاً، أمّا إذا استمرّ الخجل كوسيلة للهروب من مستلزمات الحياة الاجتماعيّة فإنّه قد يتطوّر إلى نوع من الخجل ويسمّى بالخجل الاجتماعيّ، وهو حالة من التوتّر والقلق تصاحب المشاركة في المواقف الاجتماعيّة خوفاً من تعرّض الشخص بشكل أساسيّ للإحراج أو إطلاق الأحكام من الناس عليه، فيميل الأفراد إلى تجنّب بعض المواقف الاجتماعيّة والابتعاد عنها، ومنها مقابلة أشخاص جُدد أو التحدّث أمام الجمهور، أو في الاجتماعات، أو الكلام في حضور الغرباء. أسباب الخجل الإجتماعيّ تتعدّد العوامل والأسباب التي تولّد الخجل الاجتماعيّ، ومنها: العامل الوراثيّ ووجود أحد أفراد العائلة الذين يعانون من الخجل الشديد، مثلما قد ينشأ الخجل نتيجةَ عدم الانخراط في البيئة المجتمعيّة، وعدم وجود المهارات الاجتماعيّة التي تقرّب الفرد من الآخرين، فضلاً عن وجود مشكلة نفسيّة متجذّرة كضعف الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات، الأمر الذي يترك عند الشخص الخجول شعوراً بالخوف من عدم تقبّل المجتمع المحيط له، أو تخوّفه من تعرّضهِ للسخرية، أو عدم التقدير من الآخرين أو تعرّض الفرد للتنمّر والاعتداء عليه. أعراض الخجل الاجتماعيّ تظهر العديد من الأعراض على الفرد الذي يعاني من الخجل الاجتماعيّ، وقد لا تظهر جميع الأعراض معاً لدى الفرد، ومن أشهرها: أعراض سلوكيّة كتجنّب محادثة الغرباء أو فتح الأحاديث معهم، أو تجنّب النظر في عيون المتحدّثين والهروب بالنظر إلى أيّ شيء، أو التردّد الكبير قبل المشاركة بالأعمال الجماعيّة أو التطوعيّة وغيرها، وأعراض جسديّة كالاضطراب الجسديّ بالارتجاف الشديد قُبيل الحديث، وكذلك جفاف بالحلق، أو زيادة معدّل ضربات القلب أو الشعور بدوخة أو مغص بالمعدة وغيرها من الأعراض، وهناك أعراض نفسيّة كالتوتّر والقلق لمدّة تتراوح من أيام إلى أسابيع قبل أيّ أحداث اجتماعيّة، ومحاولة تجنّب الحضور أو الظهور، والخوف من التعرّض للحرج، والقلق من إظهار التوتّر أمام الآخرين، والشعور بعدم الأمان في أثناء الجلوس مع الآخرين وبخاصّة الغرباء، أو الشعور بالضعف والإحراج الشديد وعدم الثقة بالنفس وغيرها. علاج ظاهرة الخجل الاجتماعي العلاج يكون بتقبّل حالة الخجل وعدم محاولة إنكارها، ومواجهتها هو أفضل حلّ للتخلّص منها، ويكون عبر التعوّد على إلقاء التحيّة على الأفراد الغرباء يوميّاً، والمشاركة في النشاطات الاجتماعيّة، وتنمية المهارات الاجتماعيّة وتطوير الذات، والمبادرة بفتح الأحاديث مع الآخرين، وإبداء الإعجاب بفكرة أو شخص من الحاضرين، وضرورة شكر الناس بلطف وذوق، وتدوين النشاطات التي تعزّز قوّة الشخصيّة، وتحديد التي تمّ تنفيذها والتي لم تنفّذ، مع زيادتها يوميّاً، وممارسة تمارين الاسترخاء والتنفّس العميق، لما لها من أثر واضح في شعور الفرد بالهدوء والسكينة، والتخلّص من التوتّر والخوف، مثلما أنّ الشفاء يكون بالقرآن الكريم، إذ قال الله (سبحانه وتعالى) : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِين وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (الإسراء: 82).