سِربُ اليَمامِ

خديجة عبد المنعم حيدورة/ لبنان - رسم: فاطمة هشام شري
عدد المشاهدات : 236

رفرفت أسراب اليمام حول قبّة المقام، وحلّقت في دوائر مع جموع الغمام. سبّحت باسم خالقها، وانحنت ركوعاً لبارئها، واستقرّت على سطح المقام، تنظر إلى القبّة بكلّ احترام، ومن بين اليمام يمامة صغيرة، أسئلتها كثيرة، فضوليّة متهوّرة، كان اليوم الأوّل من شهر ذي القعدة، جاءت أسراب اليمام لتبارك مولد فاطمة المعصومة (عليها السلام) بنت الإمام موسى الكاظم (عليه السلام). يمامة تسأل اليمام، ولا أحد يجيبها، فالكلّ مشغول بالتحيّة والسلام. دفعها فضولها للدخول إلى المقام، وبينما هي تجول، رفرفت فوق رؤوس الحضور، ثمّ من غير أن تدري، صارت داخل القفص تنطّ وتجري! أحسّت برهبة غريبة، وعلمت أنّ لصاحبة الضريح مكانة عجيبة. فتنشّقت أنوار الولاية والطهر من سليلة أبناء الهداية. سلّمت عليها سلام المحبّين، وعاهدتها عهد الموالين المطيعين: "السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ وخَديجَةَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أمير الْمُؤْمِنينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِىِّ اللهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا اُخْتَ وَلِىِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِىِّ اللهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُوسَى بْنِ جَعْفَر وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه*". ثمّ عادت إلى أسراب اليمام، لتشاركهم التسبيح والسلام، لم تسأل من جديد، فالسيّدة المعصومة (عليها السلام) أخبرتها ما تبغي وتريد. لقد خصّتها بزيارة فريدة، وعلّمتها ميزاتٍ عديدة، هي السيّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) ابنة الإمام وأخت الإمام وعمّة الإمام (عليه السلام). *من زيارة السيّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام): مفاتيح الجنان: ص638.