رياض الزهراء العدد 171 شمس خلف السحاب
مُلتَقىً بِتَوقيتٍ إِلهيٍّ!
تتوافد الجموع بقلوب بيضاء كغطاءِ أبدانها.. يتّسع المكان والزمان.. فالبركة ملازمة لهما.. أصوات تهليل وتكبير.. تعلوها تلبيةٌ تشقّ طريقها في سبع سماوات إلى ما شاء الله تعالى.. وجوهٌ ذات صبغة إلهيّة... لم تعهدها من ذي قبل.. أنوارهم تخترق ظلمات النفوس! إنّه حجّ بيت الله الأكبر.. في موعد لا يتقدّم ولا يتأخّر.. يُنتظر على أحرّ من الجمرِ من قلوب لهفى.. لميقاتٍ أذن أن يكون عند بيته المحرّم.. وانتظارٌ معه.. لا ينفكّ.. انتظار اتّكاء قلبه قبل بدنه المقدّس على أستارٍ تتوقُ إلى لحظة إعلان سماويّ! إنّه المعلوم المجهول.. كُشِف الغطاء عنهُ بقَدر! بقَدر مشيئة إلهيّة.. لا تُفصح ولا تُحجب إلّا لمصلحةٍ بتدبير حكيم خبير! فإلى تلك البقعة المقدّسة والموعد المبارك.. تتطلّع القلوب قبل العيون.. حرّى تتلظّى شوقاً.. جمرتان ترافقها.. إحداهما في القلب.. مع كلّ نفخة ذكرٍ وعشق وندبةٍ وسؤال تتّقد.. تستعر.. والثانية بيدِ تكليفٍ تحيطه نفحاتٌ من كلّ حدبٍ وصوب، لا يُقبض عليها إلّا برحمة من الله تعالى، وجهادِ مَن صبرَ واصطبر! بِتطهيرٍ لحرمٍ لا يليقُ إلّا بجلال خالقهِ.. قلبٌ يسير معهُ وبهِ إلى حرمٍ عنده اللقاء متى ما ربّ العزّة شاء، بسيّدِ القلوب ومهذّبها.. وخاتم الأوصياء(عجل الله تعالى فرجه الشريف).. فصبرٌ جميلٌ.. من حرمٍ إلى حرم.. والله المستعان.. ومع وليّهِ وإليهِ.. ملتقىً بتوقيتِ العدل الإلهيّ قريب!