مَحَطّاتٌ للتَّأَمُّلِ

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 171

مضمون السؤال: نحن الأمّهات ماذا علينا أن نعمل لإيجاد محطّات ملفتة للانتباه في المناسبات الدينيّة كعيد الغدير، فهذه المحطّة تستحقّ التأمّل والبحث في أعماقها، وما فيها من دروس وعِبَر لنربّي عليها أبناءنا، فكيف لنا أن نستثمر هذه المناسبة من دروسها وعِبرها في تربية الأجيال القادمة؟ مضمون الردّ: امتثالكنّ للعمل بوظيفة الأمومة، وتطويعها للجانب العباديّ هو جانب مهمّ في مسألة التأثير في الأبناء من أجل تنشئة جيل ذي تربيه دينية عميقة، إلّا أنّه لابدّ من استثمار التدرّج، وهو ترتيب الأحداث التاريخيّة للاستفادة منها، فتبدأنَ بـ: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال: حدّثنا العبّاس بن الفضل عن أبي زرعة، عن كثير بن يحيى أبي مالك، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عامر بن واثلة، عن زيد بن أرقمّ قال: لمّا رجع رسول الله (صل الله عليه وآله) من حجّة الوداع، نزل (بغدير خمّ)، ثم أمر بدوحات فقمّ ما تحتهنّ، ثمّ قال: "كأنّي قد دُعيتُ فأجبتُ، وإنّي تركتُ فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، ثمّ قال :إنّ الله مولاي، وأنا مولى كلّ مؤمن، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال: مَن كنتُ وليّه فهذا وليّه، اللّهم والِ من والاه وعادِ من عاداه، قال: فقلتُ لزيد بن أرقم: أنتَ سمعتَه من رسول الله (صل الله عليه وآله)؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلّا وقد رآه بعينيه وسمعه بأذنيه".(1) يُفهم من هذا الموقف أنّ القضيّة في منتهى الأهميّة، فالقضيّة ليست دعوة إلى محبّة الإمام عليّ(عليه السلام) ، وإنّما هي لجعله وصيّاً من بعد الرسول (صل الله عليه وآله)؛ لأنّ مبدأ الوصاية مبدأ فطريّ، فالناس عامّةً عندما يسافر أحدهم، يستخلف شخصاً معيّناً على أهله، وكذلك هو مبدأ نبويّ، فموسى (عليه السلام) عندما غاب أربعين يوماً، خلّف هارون على قومه، والرسول الأكرم (صل الله عليه وآله) كذلك اتّبع هذه السنّة الفطريّة والنبويّة. ................................... (1) كمال الدين وتمام النعمة: ج1، ص ٢٦٦.