رياض الزهراء العدد 83 نور الأحكام
عِلّةُ تَحرِيمِ الغِنَاء
قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ)/ (لقمان:6). لا ينبغي للعبد أن يسأل عن علة حرمة شيء حُرِّم في القرآن الكريم بأكثر من ثماني آيات قرآنية، ولعلّ الحِكَم المستوحاة من علة تحريم الغناء كثيرة جداً منها: 1. كونه من أعظم المعاصي عند الله تبارك وتعالى والمجمع على حرمتها، والغناء سبب رئيسي في شيوع العديد من الأمراض، وقد أكدت دراسات وأبحاث عديدة على ذلك، وأذكر واحداً منها هو مرض ضعف الأعصاب الذي عُدَّ من قبل الباحثين أخطر من مرض السل أعاذنا الله. 2. الغناء سبب في ضعف الإرادة، حيث قال علماء النفس: إن المستمع حين يركز كلّ قواه في أذنيه يفقد بذلك السيطرة على باقي أعضاء جسمه، وما نشاهده من بعض الشباب من حركات خفيفة شاهدٌ على ذلك. 3. الغناء سبب في جمود الذهن، والركود الفكري، فهو حجاب العقل والباعث إلى تحجيره مما يجعل صاحبه في مثل تلك الحال عاجزاً عن حل أبسط الأمور الفكرية. 4. الغناء سبب في ارتفاع ضغط الدم، وقد دلت الدراسات الأوربية على ذلك. 5. الغناء سبب في الفجور حيث يسوق الشباب والفتيات نحو الفاحشة لا سامح الله، فالغناء هو المحرك للقوة الشيطانية الداعية لإشاعة المنكر. 6. الغناء يُميت العواطف والأحاسيس، وعلى ذلك شواهد كثيرة، وإلى غير ذلك من الأسباب. ثم اعلم عزيزي القارئ إن للغناء أكثر من اسم في الروايات الشريفة فهو: رقية الزنا، ومنبت النفاق، والصوت الأحمق، وصوت الشيطان، واللهو، والباطل، ومزمار الشيطان، وغيرها. وقد قال تعالى في كتابه العزيز: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا)/ (الفرقان:27). فحريّ بالمؤمن أن يلتفت إلى ذلك (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)/ (الشعراء:88،89).