رياض الزهراء العدد 171 همسات روحية
حَجَّ القَلبُ إِليْكَ
وأذّن الشَوق.. فتَهَافت القَلْبُ مُهرولاً.. لِيطوفَ أشَواطَه.. حَولكَ أَنتَ.. يَا كَعْبَةَ الحُبّ.. وتعلُوه تلِك الندَاءَات.. لَبَّيْكَ.. لَبَّيْكَ.. لَبَّيْكَ يا مُنى القَلْب.. ومُنية الوِصَال.. لَبَّيْكَ يا نَبِض القَلْب.. وجَمرة الشَوق.. لبِّتكَ رُوحي ونفْسِي.. طَوافِي يَبدأ مِن حَيثُ أنْتَ.. وينتهِي إِلَيْكَ.. فأَنت قِبْلَتِي.. اسقِني مِن زَمزمِ حُبّكَ.. فالرُوحُ ظمآى إِلَيْكَ.. جِئتُ إِلَيْكَ أسَعى.. لأقِترِب إِلَيْكَ.. لعلّني أحظى بِنَظرة.. بها تولد الرُوح مِن جدِيد.. وتخلعُ أهَوَاءها.. فترتدِي الطُهر.. فألتقيكَ هناك.. فِي عرفات.. لتعترف إِلَيْكَ النَفس بدمُوعِ الحُبّ.. بِكلِّ ذنُوبها.. لأقف فِي مَشعركَ.. فأناجِيكَ حُبّاً.. مَن أنا؟ لأدّعِي حُبّكَ.. وأبُوح بشَوقكَ.. ما أنا سِوى نَفس.. قد فَاح رِيحها مِن الذُنوب.. قد جَاءت إِلَيْكَ.. لترجم شياطِينها.. وتتخلّى عن إسماعِيلها.. لتنال شَرف النظرة.. فهذا هُو عِيدها.. عِيدِي.. أن أفوز بِتلكِ النَظرة.. لأعُود بِها فِي طُهر.. سِيّدِي.. ها قد لبَّى القَلْبُ نِدَاء الشَوق.. فأتاكَ مُلبِّياً.. قاصداً الحَجَّ إِلَيْكَ.. فخذ هذا القَلْبَ منّي.. واجعله لكَ وَحدكَ.. حرمًا آمنًا..