الثَّقَافَةُ الأُسَريَّةُ: مَركزٌ نِسويٌّ مُتَخَصِّصٌ

عُدّت المرأة عنصراً أساسيّاً في تكوين الأمم وتطوّرها ورقيّها، ونضجها الفكريّ والأخلاقيّ والاجتماعيّ والنفسيّ، وجاء الإسلام مراعياً لهذا الكائن الحسّاس، وحفظ له حقوقه وكرامته لما له من أهميّة في المجتمع، ولما للمرأة من مكانة سامية وقدر كبير، وقد أولتها العتبة العباسيّة المقدّسة أهميّة خاصّة، إذ عملت على تطويرها ومعالجة المشاكل التي تتعرّض لها، و إدخالها في مجال العمل، لكن مع حفظ قداستها ومكانتها التي أولاها الإسلام، ومن المشاريع المهمّة التي أنشأتها العتبة العباسيّة المقدّسة هو مركز الثقافة الأسريّة، هذا المركز النسويّ المتخصّص الذي يضمّ في باطنه ملاكات مؤهّلة من جميع النواحي، لحلّ المشكلات التي تتعرّض لها المرأة في جميع المراحل العمريّة، إذ أعطى كلّ ذي حقّ حقّه في الاستشارة وحلّ المشكلات. أٌنشِأ المركز قبل عدّة سنوات مضت، وأثبت نجاحه وأهدافه التي أٌنشِأ من أجلها، وها هو اليوم من المراكز التي يشار إليها بالبنان، لما حقّقه من أثر واضح على أرض الواقع في المجتمع الكربلائيّ خاصّة والعراقيّ عامّة، ومع التطوّر التكنولوجيّ الذي يشهده العالم، دأب المركز على استخدام العالم الرقميّ؛ ليصل إلى أقصى بقاع الأرض، وينشر الثقافة الأسريّة المطعّمة بمنهاج أهل البيت(عليهم السلام) ، ويرسّخ منهاج الزهراء(عليها السلام) في تكوين الأسرة. للتعرّف على المركز التقت رياض الزهراء (عليها السلام) بالسيّدة أسمهان إبراهيم/ مديرة المركز المذكور التي أخذتنا في جولة تعريفيّة بكلّ ما يخصّ مركزهم المبارك قائلةً: افتتح مركز الثقافة الأسرية في20 جمادى الآخرة/ 1440هـ، الموافق لـ10/3/ 2018م، في ذكرى ولادة السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) من قِبل المتولّي الشرعيّ للعتبة العباسيّة المقدّسة (دام عزّه)، ويتكوّن من عدّة وَحدات وهي كالآتي: 1- وَحدة التقييم والإرشاد، والتي تشتمل على: الزواج والأسرة، الطفولة، المراهقة، الطبّ النفسيّ، كبار السنّ. 2- وَحدة الإعلام، والتي تشتمل على: التحرير، التصوير، إدارة المواقع الإلكترونيّة التابعة للمركز. 3- وَحدة المكتبة. 4- وَحدة الذاتيّة. أهداف المركز 1- زيادة وعي الأسرة العراقيّة بشأن أهميّة الاستقرار الأسريّ. 2- رصد حاجات الفئات المستهدفة: الأزواج، كبار السنّ، الشباب، المراهقين، المقبلات على الزواج. 3- تحديد مواضيع لمحاضرات نفسيّة اجتماعيّة لكلّ فئة مستهدفة. 4- تطوير الملاكات العاملة في مركز الثقافة. 5- إدارة الخلافات الزوجيّة. 6- التعريف بآثار وسائل التواصل الاجتماعيّ في المجتمع. 7- تدريب الأمّهات على كيفيّة التعامل مع مشاكل الأطفال والمراهقين. 8- الحدّ من ظاهرة الطلاق. 9- تقديم الإسناد النفسيّ والاجتماعيّ إلى عوائل الشهداء. 10- تطبيق بعض الاستراتيجيّات لتدريب العائلة على كيفيّة التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصّة. برامج المركز 1- (شهداؤنا عزّنا وفخرنا): برنامج مخصّص لزيارة عوائل شهداء الحشد الشعبيّ، يتضمّن زيارات مستمرّة لمتابعة الجانب النفسيّ والصحيّ والاجتماعيّ لكلّ عائلة، ويتمّ العمل بهذا البرنامج إلكترونيّاً. 2- برنامج (مفاتيح السعادة) لتأهيل المقبلات على الزواج. 3- برنامج تدريب مهارات المرشدين والمرشدات في مدارس محافظة كربلاء المقدّسة وتطويرها. 4- مشروع (رحماء بينهم)، وهو مشروع تعاون بين مركز الثقافة الأسريّة وفريق (رحماء بينهم) لتأهيل الأطفال المشرّدين وعوائلهم، وتقديم الدعم النفسيّ والاجتماعيّ والحلول للمشاكل في ضمن خطّة عمل بين المركز والفريق. 5- برنامج (الملتقى المعرفيّ) لطالبات المرحلة الثانويّة. 6- برنامج (مبادئ الحياة) لليافعات، وهو برنامج توعوي يستهدف الطالبات في المرحلة المتوسّطة. 7- برنامج (جود الكافل)، الذي أطلقه مركز الثقافة الأسريّة للعوائل المتعفّفة. 8- برنامج (معاً لنرتقي بالحياة الجامعيّة)، برنامج نظّمه المركز لطالبات جامعة كلّية الصفوة، وجامعة الزهراء(عليها السلام) . برامج المركز الإلكترونيّة خلال جائحة كورونا 1- كتابي جوهرتي: برنامج تثقيفيّ يشجّع على القراءة، الهدف منه استنهاض تلك الروح اليافعة بالثقافة والوعي، وإشغال الوقت بما ينفع دنياً وآخرةً، لتقوية الثقة بالنفس، وتطوير مَلَكة التعبير؛ لبثّ المعرفة والتعارف السليم الذي أُطلق بسبع نسخ. 2- المنهل المعرفيّ الإلكترونيّ: برنامج إلكترونيّ أطلقه المركز للفئات العمريّة التي تتراوح ما بين (12- 18) سنة، من أجل رفع المستوى الثقافيّ والتوعويّ. 3- أقمارٌ في حومة القداسة: برنامج إلكترونيّ أطلقه المركز طوال شهر محرّم الحرام عبر نشر رابط يحمل بضع صفحاتِ كتابٍ يتحدّث بشأن أحد شهداءِ واقعةِ الطفّ، مع طرح بعض الأسئلة التي تدفع القارئ للتفكّر والتأمّل، والغوص في أسبار الشخصيّة المختارة إحياءً لمكارمِ الأخلاقِ في نفوسِنا، وإدراكاً لأبعادِ نَهضةِ الإمام الحسينِ(عليه السلام)، وما تَحملهُ من أهدافٍ سامية. 4- براعم الكفيل: برنامج إلكترونيّ أطلقه المركز للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين (6-11) سنة، بفقراتهِ الدينيّةِ والمهدويّةِ والعلميّةِ والترفيهيّة، فضلاً عن الأنشطة والفعاليّات التي تساعد الأمّ في ملء وقت فراغ أطفالها. 5- برنامج دورات مستمرّة على منصّات التواصل الاجتماعيّ طوال مرحلة كورونا تختصّ بالأسرة، والزواج، الطفولة، المراهقة. رؤية المركز ورسالته رؤية المركز تحقيق الاستقرار النفسيّ للأسرة العراقيّة عن طريق مشروع رياديّ مميّز، ورسالته توفير الخدمات النفسيّة لكافّة أفراد الأسرة، ومتابعتها عن طريق خطّة متكاملة تهدف إلى إعداد فريق عمل مدرّب بالوسائل المتاحة. مركز هدفه خدمة المجتمع وتحقيق التوازن داخل الأٌسَر العراقيّة المباركة؛ لإدراكه أهميّة النواة الأولى في تكوين الأمم ورقيّها، وضرورة خلوّها من الأمراض الاجتماعيّة التي تنخر أسسها وتودي بها إلى الانهيار، فكانت نفحات صاحب الجود أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) ملازمة لذلك المركز، وعناية سماحة المتولّي الشرعيّ (دام عزّه) الأبويّة التي رافقته منذ الولادة، والسعي الدؤوب من قِبل ملاكاته المباركة، كلّ ذلك مجتمعاً جعل مركز الثقافة الأسريّة يحقّق مبتغاه.