رياض الزهراء العدد 171 واحة البراءة
أينَ أمّي؟
في عطلة نهاية الأسبوع أحضرت والدة جنى ورقة وكتبت فيها كلّ ما تحتاجه، وقالت لجنى: سأذهب إلى السوق لأشتري ما ينقصني من احتياجات للمنزل، هل تحتاجين إلى شيء؟ اكتبي ما تحتاجين إليه. جنى: لا أحتاج إلى الكتابة يا أمّي؛ فأنا سأخرج معكِ إلى السوق، ما رأيكِ بهذه الفكرة؟ الأمّ وهي تضحك: كم أنتِ ذكية يا جنى، حسنًا ولكن استعجلي حتى أنهي شراء الاحتياجات اليوم. استعدّت جنى ووالدتها وذهبتا إلى السوق وعند دخولهما إلى السوق، قالت جنى: انظري يا أمّي كم هو جميل هذا الحجاب. قالت الأمّ: لماذا أحببتِ هذا الحجاب يا جنى؟ جنى: الحجاب لونه يناسبني بصفتي صغيرة في بدايات سنّ التكليف؛ فلونه هادئ وهو بسيط لا يلفت النظر، وأجده مناسباً بوصفه حجاباً للمرأة المسلمة. الأمّ: أحسنتِ يا جنى، وما رأيكِ أن تأخذي لكِ واحداً ولابنة عمّكِ هديةً، وتخبرينها عن سبب اختياركِ إيّاه. جنى: شكراً يا أمّي. الأمّ: جنى لا تبتعدي عنّي، كوني قريبةً منّي؛ لأنّني أحتاج إلى كثير من الحاجيات التي نستعملها في البيت. جنى: حسناً يا أمّي لن أذهب بعيداً. وبينما جنى تتبع والدتها لإنهاء المشتريات، تفقّدت كيس الحجاب فلم تجده، وقالت: يا ربّي أين كيس الحجاب؟ يبدو أنّني قد نسيته في المحلّ، حسناً أمّي مشغولة بالتبضّع من هذا المحلّ، سأذهب وأعود سريعاً بالكيس. وبعد لحظات وقفت جنى تبحث عن والدتها وقالت: أين أمّي؟ يا إلهي ماذا سأفعل الآن؟ أين أمّي؟ حسنًا أنا كبيرة يجب ألّا أهلع، سأقف هناك، أخبرتني أمّي بأن أقف في مكاني إذا افترقتُ عنها وستجدني إن شاء الله تعالى. الأمّ: ها هي ابنتي، أين أنتِ يا جنى؟ جنى: لقد نسيتُ كيس الحجاب وعدتُ لأجلبه. الأمّ: كان عليكِ أن تنتظري؛ لنرجع معاً لاستعادة الكيس. جنى: أمّي أنا آسفة لكنكِ كنتِ مشغولةً، وخفتُ أن يضيع الكيس. الأمّ: حسناً لابدّ من العودة إلى المنزل. جنى: لكنّي لم انتهِ من شراء احتياجاتي التي كنتُ أريد شراءها. الأمّ: لقد أضعنا الوقت في البحث عنكِ، وأنا لديّ الكثير من الالتزامات. جنى: آسفة يا أمّي، لقد أتعبتكِ، وتعلمتُ درساً لن أنساه أبداً.