حُرمَةُ المُؤمِنِ عِندَ اللهِ تعَالى

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 115

قال الله (عز وجل): (إنّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إنّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كلّ خَوَّانٍ كَفُورٍ) (الحجّ: 38)، رُوِي أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظر إلى الكعبة فقال: "مرحبًا بالبيت، ما أعظمكِ وأعظم حرمتكِ على الله (سبحانه وتعالى)، والله لَلمؤمن أعظم حرمةً منكِ، لأنّ الله تعالى حرّم منكِ واحدة، ومن المؤمن ثلاثة: ماله، ودمه، وأن يُظنّ به ظنّ السوء"،(1) يبيّن القرآن الكريم والحديث الشريف المنزلة المميّزة للمؤمن عند الله تعالى وكيف أنّه تعالى تكفّل بالدفاع عن المؤمن، وإعزازه وإخراجه من الظلمات إلى النور، وإذا كانت الكعبة هي بيت الله (سبحانه وتعالى) وقد تكفّل الله تعالى بحراستها وأرسل على مَن حاول هدمها طيرًا أبابيل، فليُعلم أنّ قلب المؤمن هو حرم الله تعالى، وأنّ كلّ مَن يحاول كسره وهتك حرمته فقد جازف وعرّض نفسه للخطر أمام سطوة الله (سبحانه وتعالى)، حتّى ورد في الحديث القدسيّ: "ليأذن بحرب منّي مَن آذى عبدي المؤمن"،(2) وفي حديث آخر لرسول الله (صلى الله عليه وآله): "مَن نظر إلى مؤمن نظرةً ليخيفه بها أخافه الله (عز وجل) يوم لا ظلّ إلّا ظلّه"،(3) وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: "لا تحقّروا مؤمنًا فقيرًا، فإنّه مَن حقّر مؤمنًا واستخفّ به حقّره الله تعالى، ولم يزل ماقتًا له حتّى يرجع عن تحقيره أو يتوب"،(4) و قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله (عز وجل): "قد نابذني مَن أذلّ عبدي المؤمن"،(5) فلهذا ينبغي تحرّي الحذر والدقّة في التعامل مع القلوب المؤمنة، ولنحاول صونها ودفع التُهم عنها، بل نسعى إلى إدخال الفرحة عليها. ........................................................... (1) بحار الأنوار: ج64، ص71. (2) ميزان الحكمة: ج1، ص67. (3) بحار الأنوار: ج72، ص151. (4) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ج1، ص22. (5) الكافي: ج2، ص491.