رياض الزهراء العدد 172 شمس خلف السحاب
الحُجّةُ بنُ الحَسنِ (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في كلامِ جَدِّهِ الحُسينِ (عليه السلام)
قال الإمام الحسين (عليه السلام): "في التاسع من ولُدي سُنّة من يوسف، وسُنّة من موسى بن عمران (عليهما السلام)، وهو قائمنا أهل البيت، يُصلح الله تبارك وتعالى أمرَه في ليلة واحدة".(١) نجد أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) يُعرّف الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بثلاثة أمور مهمّة، هي: اولًا: شبّه سيرته ونهجه (عليه السلام) بسيرة الأنبياء (عليهم السلام)، ففي ذلك إشارة لكونه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) امتدادًا لخطّ الرسالة السماويّة الذي هو خطّ واحد، وهذا يرسّخ عقيدة المرتبط بأهل البيت (عليهم السلام)، فمثلما أنّ عقيدته بالأنبياء ثابتة وراسخة فسيكون أشد ثباتًا باتباعه وأكثر معرفة بمَن يتّبع ويوالي من الأئمة (عليهم السلام). ثانيًا: أنّه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) قائم أهل البيت (عليهم السلام)، فمثلما رُوي أنّه (عجل الله تعالى فرجه الشريف) سُمّي بالقائم: "لقيامه بالحقّ"،(٢) فهذه بشارة وبوّابة أمل يفتحها الإمام الحسين (عليه السلام) أمام الموالين، أي وإن كان الأئمة (عليهم السلام) ليس منهم إلّا مقتول أو مسموم، لكنّ نورهم ووجودهم وحكومتهم في الخلق قائمة بوجوده (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، حيث ستقوم دولتهم الإلهيّة، وسيُنفّذ مشروعهم الإلهيّ بشكله الأكمل والأتمّ على يديه وفي زمانه. ثالثًا: كون تحقّق صلاح أمر الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وتحقّق وعد قيامه مرتبطًا بتقدير الله تعالى وإذنه، فهذا موجب للاطمئنان واليقين فينا بوصفنا منتظرين لأمره، مثلما يجعلنا ملتفتين إلى وجوب التهيئة بإصلاح ذواتنا وأحوالنا بوصفنا مترقبين ظهوره، فلا نكون ممّن يُفاجأ بظهوره، فيكون له ناصرًا، لا عنه متخاذل! ............................................ (1) موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السلام): ص٦٥٩. (2) الإرشاد: ص٣٦٤.