رياض الزهراء العدد 172 همسات روحية
قُربَ المَشرَعَةِ
مضمون السؤال: قال الإمام السجّاد (عليه السلام) عن عمّه العبّاس (عليه السلام): "رحم الله العبّاس!.. فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتّى قُطعت يداه..)(1)، يتّضح من هذا الكلام أنّه كانَ بإمكان الإمام الحُسين (عليه السلام) عندما جاءَ إلى مصرع أخيه، أن يدفنه بجوار الشهداء، ولكنّه تركه قرب المشرعة، فما الحكمة الإلهيّة التي اقتضت دفن أبي الفضل العبّاس (عليه السلام) في مكان استشهاده؟ مضمون الردّ: هناك حكمة إلهيّة اقتضت أن يُدفن في المكان الذي اُستشهد فيه، ومقتضى هذه الحكمة هو: أن ينفرد بقبر خاصٍّ به، ويصبح له مزارٌ مستقلٌّ، ويكون بابًا للحوائج، تقصده الناس في طلب حوائجهم، وأن يكون بابًا للحسين (عليه السلام). فالعبّاس (عليه السلام) هو باب للإمام الحسين (عليه السلام)، وأغلب الزائرين عندما يقصدون زيارة كربلاء، يقصدون ضريح العبّاس (عليه السلام) أولًا، ثمّ يتوجّهون إلى الإمام الحسين (عليه السلام). لقد أُعطي الهيبة والعظمة وقضاء الحوائج، فربّ العالمين عوّضهُ في الدُنيا قبلَ الآخرة.. فجعل لهُ جناحينِ يطيرُ بهما في الجنّة، مثلما جعل لجعفر بن أبي طالب (عليه السلام). ...................................... (1) بحار الأنوار: ج٢٢، ص٢٧٤.