رياض الزهراء العدد 172 همسات روحية
يَا حُسَينُ.. عَلِّمني مِن عِشقِكَ
وهَوى صَرِيعًا فِي مِحرَابِ العِشق.. قطّعتهُ السيُوف.. ورضّضته ُالخيُول.. ورُوحه لاتزال تُبلسم بالعِشق.. خُذْ حتّى ترضى.. ظلّ وحيدًا بلا نَاصر.. فنصرتهُ أجنحة العِشق إلى ذي علِّيِين.. تركتهُ الأعداء عَارِيًا.. فكَساه الله تعالى بِمَحبّةِ القلُوب.. سُبِيت نساؤه، وأُيتمت عِيَاله.. ونفسه الطَاهرة تقول: هل مِن مَزِيد؟ في سبيل عِشقكَ يا الله.. فُنِيت أنصاره.. نَاصرًا بعد نَاصر.. وكَان هتَافهم: نَمُوت لِنَحَيا بِالحُسَين.. فهُو أحلى مِن العسل.. فهذا حبيبٌ، وبُرير، وزهير.. قدّمَت دِمَاؤهم شَهادة وفاء الصُحبة.. والأكبر والقاسم، قد قُطّعوا فِي الحُبّ إربًا.. وها هِي الكفُوف مِن على نهرِ العَلقمِيّ.. نالت وِسَام الوفاء والإيثار.. حين أنشدت: "يا نفسُ مِن بعد الحُسَين هُونِي".. فسقَاهم الحُسَين (عليه السلام) مِن كأسهِ الأوفى.. وها هو عطشه.. قد ارتوى بِعِشقِ الله.. ودمُ الرضِيع.. قد سَجّل أسطُورةً فِي العِشق.. وتأتي زَينَب.. وهي تهتف بِذَاتِ العِشق.. "الّلهمّ تقبّل منّا هذا القربَان".. وفَاحت نسَائمه.. لتصل مِن كربلاء إلى الشام.. حين انعكس على لسَان زَينَب.. بفصاحةِ عليّ لتخرسَ الشَامتِين: "فكِدْ كيدَكَ، واسْعَ سعيَكَ، فوَ اللهِ لا تمحو ذِكْرَنا".. ها هو ذِكركَ يا حُسَين.. يصدح صداه في كلّ زمَان ومكَان.. وصرخة حقّ فِي وجوهِ الظالمين.. يا حُسَين .. يا أيّها العَاشق المُلهِم.. ألَهِمْ قلبي لِيكُون عَاشِقًا.. حرّرني مِن أسرِي.. مثلما حرّرتَ الحرّ فغدا شهيدًا.. يا حُسَين.. عَلّمنِي مِن عِشقكَ.. كيف هو العِشق؟ كيف أسحق هذه النفس؟ لِتذوب فِي الله تعالى مثلما كنتَ أنتَ.. فأنتَ مرآة لِمعنى العِشق.. آهٍ يا حُسَين.. يحسبه العدُوّ قد هُزم.. إلّا أنّه كان و ما يزال منتصرًا بِعشقِ الله (عز وجل).. يا حُسَين.. يا أيُّها الوِتْرُ فِي العَاشقِين..