(لِبَاسُ التَّقوَى)


عدد المشاهدات : 131

قال الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) (الأعراف: 26). "دخل عبّاد بن كثير البصريّ على أبي عبد الله (عليه السلام) وعليه ثياب الشهرة، فقال: يا عبّاد ما هذه الثياب؟ قال: يا أبا عبد الله تعيب على هذا؟ قال: نعم، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): مَن لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثياب الذلّ يوم القيامة".(1) العقل والشرع يدعوان الإنسان العاقل إلى أن يلبس اللباس ليواري سوأته، وهذا هو الغرض الأصليّ من الملبس، وهو في الوقت نفسه يعبّر عن المستوى العقليّ والنفسيّ والثقافيّ للشخص، حيث يمكن لنا عن طريق ملبس الشخص أن نحكم عليه من النظرة الأولى، فإذا كان الغرض من الملبس هو ستر العورة، فبماذا نحكم على مَن كان لبسه سببًا في ظهورها وإبرازها؟! ونسأل بعض النساء: إذا كان الله قد خلقكِ أنثى، فلماذا التزيّي بزيّ الرجل؟ أهو اعتراض على خلقة الله تعالى، أم هو شعور بالنقص، أم هو شذوذ مصطنع، أم هو افتتان وإبراز للمفاتن، أم هو تقليد أعمى للغرب؟! تتبّعوا معي القرآن الكريم في آية عجيبة لننظر مَن هو السبب الرئيس وراء هذا الفعل المستهجن، قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا) (الأعراف: 27)، فهل من مدّكر؟ ...................................... (1) بحار الأنوار: ج76، ص314.