رياض الزهراء العدد 173 لنرتقي سلم الكمال
الّلهمّ ثَبّت لِي قَدمَ صِدقٍ عندكَ مَعَ الحُسينِ (عليه السلام) وأصحابِ الحُسينِ (عليهم السلام)
قال الله تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنوا أنّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ) (يونس: 2). قدَم صدق له ثلاثة تفاسير: الأول: قدَم صدق يعني السابقة، أي أنّ المؤمنين عندما يظهرون إيمانهم فهم في الحقيقة يُصدّقون فطرتهم. الثاني: قدم صدقٍ يعني المقام والمنزلة، وهي إشارة إلى أنّ للمؤمنين مقامًا ومنزلةً ثابتةً وحتميّةً عند الله سبحانه وتعالى. الثالث: قدَم صدقٍ يعني القدوة أو القائد، أي أرسلنا للمؤمنين قائدًا ومرشدًا صادقًا. فالآية الكريمة تُبشّر الذين يؤمنون بالله (عزّ وجلّ) ويطيعون القادة الإلهيّين وهم الرسل، والأوصياء، ويعملون الصالحات، بأنّ لهم منزلةً ومقامًا ثابتًا عند الله تعالى يوم القيامة، أي أنّ الإنسان في حركة تكامليّة نحو ذات الله المقدّسة وهي فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها. وفي واقعة الطفّ الذين ناصروا الإمام الحسين (عليه السلام) لم يعطوا أيّ اهتمام للمظاهر والمصالح الشخصيّة، بل كانت قلوبهم وبصائرهم ثاقبة، فهم على يقين تامّ بالعقيدة، ولهم إخلاص في العبادة، وإلّا فإنّ كثرة العبادة من صلاة، صيام،... ألخ بدون يقين وإخلاص لا تجدي نفعًا، مثلما أنّهم كانوا على وعي وبصيرة واضحة لحُسن الخاتمة، ولديهم من العلم والتفقّه في الدين لدرجة الاستئناس بلقاء الله تعالى، هذا إضافة إلى الشجاعة والثبات، حتّى قال فيهم الإمام الحسين (عليه السلام): "إنّي لا أعلم أصحابًا أوفى ولا خيرًا من أصحابي"(1)، هذه الأنفس الزكيّة لم تكن وليدة اللحظة أو الظرف، بل أنفس أتعبت أصحابها بالرياضة الروحيّة حتّى تحرّرت من شِباك الشيطان ووساوسه، فأصبحت حرّة نقيّة لا تكترث لشيء من حطام الدنيا، وفي زيارة عاشوراء نقرأ: "اللهمّ ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، وثبّت لي قدم صدقٍ عندكَ مع الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (عليه السلام)"(2)، هذه العبارة ليس المراد منها أن نحبّ الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه فقط، ولكنّ المقصود أن يجعلنا الله نعمل صالحًا بمواصلة طريق الإمام الحسين (عليه السلام)، فنقوم بحركة إصلاحيّة للنفس والمجتمع؛ لأنّ معركة الحقّ والباطل ما تزال قائمة. إذًا يتحتّم علينا العمل والعطاء لنصرة إمام زماننا الحجّة المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، فنحن طلّاب التكامل. ...................................... (1) الإرشاد: ج2، ص91. (2) مفاتيح الجنان: ص456. الأسئلة: س1: مَن القائل للإمام الحسين (عليه السلام): "والله لو علِمتُ أنّي أُقتل ثُمّ أُحيا، ثُمّ أُحرق ثُمّ أُحيا، ثُمّ أذُرى، ويُفعل ذلك بي سبعين مرّة ما فارقتكَ"؟ 1- مسلم بن عوسجة الأسديّ. 2- هانئ بن عروة. 3- وهب بن عبد الله. س2: مَن القائل: "آل عليّ شيعة الرحمن وآل حرب شيعة الشيطان"؟ 1- أنس بن الحارث. 2- برير بن خضير. 3- الحرّ الرياحيّ. أجوبة موضوع: (أخي الآن انكسر ظهري). ج1: الإمام الصادق (عليه السلام). ج2: الشاعر بشّار بن برد.