مَعايِيرُ جَودَةِ الخِدماتِ المَكتبيَّةِ
إنطلاقًا من قول المصطفى (صلّى الله عليه وآله): "إذا عمل أحدكم عملًا فليتقن"(1)، وبما أنّ إتقان العمل من الركائز الأساسيّة التي تحثّ عليها العتبة العبّاسيّة المقدّسة، فقد نظّمت مكتبة السيّدة أمّ البنين (عليها السلام) النسويّة ورشة تدريبيّة حول جودة العمل وضمان إتقانه، التي كانت تحت عنوان: (ضمان الجودة واعتماد المكتبات الأكاديميّ)، المقامة في جامعة العميد، التي تُعنى بمفاهيم الجودة ومعاييرها في إدارة المكتبات، فضلًا عن التعريف بالجودة الشاملة بأنّها منحىً تنظيميّ للإدارة والمراقبة، يقوم على قيادة الإدارة العليا للمؤسّسة للنشاطات المختلفة المتعلّقة بالتحسين المستمرّ للجودة، مثلما يقوم بإشراك جميع العاملين في المؤسّسة في تلك الأنشطة. وعن هذا الموضوع تحدّثت السيّدة أسماء رعد العباديّ/ مسؤولة المكتبة مشكورةً: لتحسين أداء وظائفهم بفاعليّة أكثر، واكتساب مهارات جديدة تبني ثقتهم في قدراتهم، ولتحسين أدائهم وجعلهم يعملون بشكل أكثر كفاءة وفعاليّة ينهض بمستوى الخدمة المكتبيّة المقدّمة، قمنا بتنظيم ورشة تدريبيّة لملاك المكتبة بالتعاون مع المكتبة المركزيّة في جامعة العميد، وقسم التعليم المستمرّ في "ضمان الجودة واعتماد المكتبات ومؤسّسات المعلومات"، في ضمن برنامج تدريبيّ تخصّصي مصغّر؛ يشمل التثقيف بمعايير جودة الخدمات المكتبيّة وصولًا إلى تطبيقها للتواصل والتفاعل بين المهتمّين لتبادل المعارف والخبرات، وقدّ تضمّنت الورشة الأولى مفاهيم الجودة ومعاييرها في العمل الثقافيّ والتعليميّ الأكاديميّ، والتعريف بمنظومة الجودة الشاملة ومفاهيم الاعتماديّة فيها وأنواعها، وضرورة نشر ثقافة الجودة والاعتماد في كافّة الأوساط العلميّة والثقافيّة والاجتماعيّة المختلفة. وأضافت العباديّ: البرنامج سيتضمّن أيضًا التعريف بالمنظومات الخاصّة بضبط نظام إدارة الجودة الشاملة في ضمان الجودة، والتقييم والاعتماديّة، والخطوات المهمّة لتحقيقها ابتداءً من التخطيط ومرورًا بالتنفيذ والتقييم والتقويم، ووصولًا إلى التحسين، عادةً ما يتخلّل الورشة العديد من المداخلات والمناقشات من قِبل المشاركات فيما يخصّ معايير جودة الخدمات المكتبيّة ومقاييسها ومؤشّراتها. ومثلما أشارت إلى: أنّ هناك ضرورة لإقامة مثل هذه الوُرش والمشاركة فيها؛ لكونها تؤدّي إلى تفعيل جانب التقييم الذاتيّ لأفراد المؤسّسة لمؤسّساتهم بأنفسهم استنادًا إلى مرجعيّة معايير الجودة والاعتماديّة العالميّة عبر جمع المعلومات عن الأداء فيها، ومقارنته بها للتعرّف على درجة التوافق بين الممارسات السائدة في عملهم، ولاسيّما الخدمة المكتبيّة، وبين معاييرها في مجالاتها المختلفة للكشف عن جوانب القوة والضعف في الأداء في ضوء متطلّبات الوصول إلى معايير الجودة والاعتماد، وتحديد نقطة الانطلاق في بناء خطط التحسين المستمرّ وتنفيذها. وذكرت أنّ مكتبة السيّدة أمّ البنين (عليها السلام) نظّمت مسبقًا ورشة علميّة تخصّصية في معايير جودة الخدمات المكتبيّة، أقيمت عبر المنصّة الافتراضيّة، إسهامًا منها في نشر الوعي الثقافيّ الخاصّ بضرورة إتقان العمل وتحسينه. وبهذا يمكن القول إنّ الجودة تُشير إلى التحسين المستمرّ؛ لضمان تحقيق نجاحات على المدى البعيد عن طريق مجموعة من المعايير والمؤشّرات التي يكون الغاية منها تحقيق أقصى درجة من الأهداف المنشودة للمؤسّسة وتطوير أدائها وفقًا للمطلوب بأفضل الطرق وأقلّ جهد وكلفة. ....................... (1) بحار الأنوار: ج22، ص264.