رياض الزهراء العدد 173 لحياة أفضل
رِياضُ الزَّهراءِ (عليها السلام) خَلّيةُ نَحلٍ مُتَكامِلَةٌ
مع إشراقة كلّ صبحٍ جميل تهبّ إلى العمل، تنتقل من زهرة إلى أخرى لتصنع العسل، شِعارها التعاون ودِثارها الأمل، إنّها النحلة، مخلوق مبارك تحدّث عنها الكتاب العزيز وضُرِب لنا في الروايات بها المثل، تُرى لِمَ لا نكون مثلها في عملها ونشاطها، ودقّتها وهمّتها، وجميل صُنعها وعظيم أثرها؟ كوني كالنحلة.. سلسلة مقالات هادفة، تأخذكم في جولة رائعة إلى عالم النحل العجيب، وتدعوكم إلى العمل الدؤوب. بعد هذه الرحلة المباركة في عالم النحل، ارتأيتُ أن أختم السلسلة بذكر أنموذج طيّب أشبه هذا العالم المذهل، وحكاه عبر حركته الدؤوبة من أجل نشر الكلمة الهادفة التي تُكتب بأنامل ثلّة مؤمنة تبتغي رضوان الله (عزّ وجلّ)، إنّها مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)، الخلّية التي جمعت تحت ظلّها نخبة واعية من حاملات الأقلام، وصهرت نتاجهنّ في بوتقة واحدة لتصنع من شهد الكلام ما فيه شفاء وعافية من الآلام والأسقام. فمجلّتنا خلّية نحل متكاملة تنطلق نحلاتها في كلّ شهر لتجمع رحيق أزهار العلم والمعرفة وسكّر الأفكار الهادفة، فتأتي محمّلة بالعطاء إلى هذه الخلّية المعطاء، فتستقبل بقيّة النحلات العاملات ما تجود به أقلام الأخوات المؤمنات، فتمرّره بجملة من المراحل حتّى تُخرجه بأبهى حلّة وتنشره في هذه المجلّة، ولسان حال ومقال جميع مَن يعمل فيها أن: يا ربّ ارزقنا رضا أمّ أبيها (عليها السلام)، ولا تحرمنا فيضها وعطاءها واجعلنا من أخلص خُدّامها ومواليها. فالكلّ يعمل في هذه الخلّية بروح إلهيّة، زادُها الانتماء إلى مدرسة العترة النبويّة وتعاليمها القدسيّة، التي ترى أنّ المرأة تتحمّل المسؤوليّة، وعليها أن تقوم بدورها وتؤدّي رسالتها مثلما أراد الله تعالى لها، لكونها المدرسة الأولى التي تحتضن الأجيال وتربّيهم لتصنع منهم أمة رائدة قويّة. ومن هنا فإنّ خلّية الرياض قد اهتمّت بالأقلام النسويّة، ووفّرت فرص الإبداع لشهد الحروف الرساليّة، التي تحمل مضامين الخير، وتتألق بنور إرشادات أهل البيت (عليهم السلام) وكلماتهم الربّانيّة. لقد اتّخذت خلّية الرياض من النحل دروسًا عدّة، أهمّها: الإخلاص: فمثلما تخلص النحلة لمملكتها، وتتفانى في سبيلها، يُخلص ملاك المجلّة لصاحب الراية التي تعمل تحتها، وتتفانى في سبيل تقديم الأفضل لقرّائها. التعاون: فعلى الرغم من تنوّع الشخصيّات واختلاف طرح الكاتبات، إلّا أنّ ذلك كلّه يُسَخّر لخدمة الهدف عبر التعاون الأمثل بين العاملات، تمامًا مثلما تفعل النحلات عندما يستقبلنَ ألوانًا مختلفة من الرحيق ليصنعنَ منه عسلًا مباركًا. التنظيم: فمثلما تنظّم الملكة شؤون مملكتها، تنظّم إدارة الرياض شؤون العاملات فيها، فلا تداخل ولا تزاحم، بل توافق وتعاون وتراحم. الهمّة العالية: مثلما تعمل خلّية النحل بكلّ نشاط وهمّة، يعمل ملاك المجلّة بكلّ حيويته وهمّته ويسعى إلى تقديم الأرقى، عددًا بعد آخر للأسرة المسلمة. دعواتنا بالتوفيق والبركات لجميع نحلات الرياض الرائعات، فبالدعاء يستمرّ العطاء، وبدعم القرّاء يكون الازدهار والنماء.