الصِّدّيقَةُ الطّاهرَةُ.. مِرآةُ الحياةِ وحَياةُ المَرأة

العلوية رفاه مهدي علي/ماجستير علم نفس تربوي
عدد المشاهدات : 233

دورها في الدفاع عن القيم والمبادئ: قد يُوفّق بعض الأشخاص للدفاع عن القيم والمبادئ بطريقتين: بطريقة مباشرة وطريقة غير مباشرة, وهذا ما تحقق مع الصديقة الطاهرة (عليها السلام), فقد تمكنت بطريقة غير مباشرة من المساهمة في جهاد أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) عن طريق مساندتها لهم, كما تمكنت عن طريق تربية أبنائها الأربعة (صلوات الله تعالى عليهم) التربية الإسلامية الأصيلة من أن تساهم في وقوفهم أمام طواغيت زمانهم، وكمثال على ذلك فإن وقوفها أمام طاغوت زمانها جعلها نموذجاً يُقتدى به أمام ابنتها السيدة زينب (عليها السلام) لتتمكن من الوقوف أمام طواغيت زمانها. أمّا عن دفاعها المباشر فنجده ظاهراً في عدة مواقف منها: الخطبة الفدكية، وخطبتها مع نسوة المدينة، وخطبتها مع أبي بكر وعمر عندما جاءا إليها لاسترضائها. ولنتناول موضوع الخطبة الفدكية كمثال على دفاعها عن الحق, فنجد أنها قد توجّهت بنفسها إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله), وهو مركز السلطة آنذاك, غير خائفة أو وجلة من بطش طاغوت زمانها, ولم تذهب إلى بيته للمطالبة بحقها, لعلمها أنها على حق زيادةً على ضرورة اطّلاع المسلمين على حقيقة أبي بكر, خرجت من بيتها في مجموعة من حفدتها ونساء قومها, بمشية أشبه ما يكون بمشية رسول الله (صلى الله عليه وآله), حتى وصلت إلى المسجد, فألقت خطبة مليئة بالأدلة والبراهين المسندة بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة, فكانت امتداداً لفصاحة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبلاغته, حتى تمكنت من فضح من اغتصب حقّها وإثبات بطلان مدّعاه, أمّا سبب مطالبتها بفدك مع علمنا بزهد أهل البيت (عليهم السلام) وإدبارهم عن زخرف الحياة, فقد كان ذلك لوجود عدة أسباب منها: لتكون نموذجاً لكلّ ذي حق يريد أن يطالب بحقه, ومنها: أن أبا بكر قد عطّل حكماً من أحكام الإسلام وهو التوريث, فمَن غير ابنة الرسالة (صلوات الله عليها) تقوم بحفظ الحدود الشرعية, ومنها: لتكون مطالبتها بفدك مقدمة لمطالبتها بحقّ أمير المؤمنين (عليه السلام) إلخ.. وبهذه النماذج نجدها (صلوات الله عليها) قد مارست الدفاع عن الحق والحقيقة بكلا نوعيه المباشر وغير المباشر بأكمل صورة.