رياض الزهراء العدد 173 الملف التعليمي
الانسجامُ الرّائِعُ وَعُنصرُ الجمعِ بينَ الطَّابِعِ الفِنِيّ وَالطَّابِعِ المَعرفيِّ
نشاط منتظم ومواهب مبهجة وطيف يتّسع بألوان متنوّعة باتت تشكّل ملاذًا آمنًا لصحّة تعلّم فنون متعددّة وطاقات إيجابيّة وإمكانات واسعة الفضاء تنضوي تحت أفياء بارقة (الهواية)؛ ليتمكّن التلميذ عن طريق ممارسته لنشاطه المفضّل من اكتشاف أبرز القدرات وأكثرها جاذبيّة له وإظهارها، حيث تساعد الهواية على الارتقاء بالمتعلّم وتقوية هويّته الشخصيّة، وزيادة الرغبة في التعلّم والتطوير والتغيير، والوصول إلى مرتبة التميّز بين الآخرين، والقدرة على التأقلم الاجتماعيّ في المجتمع، وتعدّ الهواية محطّة للراحة وشحن الطاقة للتواصل وإكمال باقي الواجبات والمسؤوليّات اليوميّة بتركيز أعلى ومتعة وسعادة، حيث تنغمس الأفكار وتتحاور الرؤى، ويطوف المتعلّم حول بودقة الإبداع وجودة الإنجاز، وإدارة الوقت والتشجيع على إتمام الواجبات بدلًا من تأجيلها إلى وقت آخر، ويلجأ بعض التلاميذ إلى قضاء أوقات الفراغ بمشاهدة التلفاز أو التصفّح عبر المواقع الإلكترونيّة والألعاب غير المجدية البعيدة كلّ البعد عن تحقيق هدف نافع، والمتعة الحقيقيّة تتطلّب تفكيرًا ومهارات مثل ممارسة الرياضة والقيام بأعمال فنيّة واستخدام الألعاب الذهنيّة، والقيام برحلات تطوعيّة واستكشافيّة والانخراط في معسكرات المخيّم الكشفيّ والقراءة والمشاركة في ملتقيات الأدب، والشعر، والخطابة، وتربية الحيوانات الأليفة، وزراعة النباتات، فكلّ تلميذ يميل إلى لون معيّن من الألوان المتعدّدة التي تناسب شخصيّته وجوهره الداخليّ، وعليه تُلقى على عاتق الأسرة - الراعي الأول للأبناء - ومن ثمّ المدرسة والملاك التربويّ المسؤوليّة الكبيرة لرعايتهم والاهتمام بهم، وتنمية المواهب لديهم وتطويرها وصقلها بالشكل الأمثل، ولا سيّما في المراحل الأولى من الحياة الدراسيّة لما لها من الفائدة الكبيرة والمؤثّرة، حيث تنعكس على رفع المستوى التحصيليّ والأكاديميّ والقدرة على الفهم والاستيعاب والتركيز، وتقف عقبة عدم توافر بيئة جيّدة وأرضيّة رصينة لاحتضان التلاميذ وفسح المجال أمامهم لممارسة هواياتهم عائقًا واضحًا يحول دون التقدّم والتمتّع الحقيقيّ للتعبير عن الطموح. وفي الختام تعدّ الهواية إحدى مصاديق التحفيز والدافعيّة، وعنصرًا فعّالًا ووسيلة جيّدة للتخلّص من العزلة والكآبة، وعاملًا مهمًّا يندرج في ضمن العوامل الإيجابيّة التي تساعد على التقليل من الضغوط النفسيّة والعصبيّة، وجميع المشاعر السلبيّة التي يعاني منها بعض التلاميذ.