رياض الزهراء العدد 173 من على نهر العلقمي
مَا الشَّوقُ يا زَينبُ؟
ما الشوق يا زينب؟ الشوق يا أُمي أَذاب جَناني ما الشوق في البُعد المضيء القاني؟ يا أُميَ الحوراء شوقي جمرة لكنّ شوقكِ جوهر ربّاني قد صغته عبر المسير إلى العُلا ونسجتِ عشق الله بالإيمانِ و صقلتِ دربكِ بالرِضا و شحذتِ من كلماتكِ سيفا على الطغيانِ صعد الحسين بكربلاء إلى السما نحو المنى والرَوح والريحانِ ملأَ المدى نغم الحياة ووردها بدمٍ يقاوم وهدة الإذعانِ والله قد جعل الفؤاد بلهفة يهوي إلى فردوسه الريّانِ ما الشوق يا أمّاه؟ إنّ الشوق في روحي منى الأوصال والوجدانِ الشوق قد أدمى فؤاد رقية قد رفرفت تشكو أذى الأضغانِ الشوق قد ألقى بركبكِ من على ظهرِ النياقِ بلهفة العطشانِ فوق الثرى حيث انبلاج النور من قبر الحسين ومنبع التحنانِ ما الشوق؟ ما ذوبان لبّ العقل في منظومة للعشق والعرفانِ؟ أمّاه زينب فاغسلي روحي على درب الهدى بمدامع الأحزانِ واسقي فؤادي من حنينك إنّه يهفو إلى نهر من الألوانِ وإلى رياض طُوىً خذيني بالهوى لأذوب في الأسرار والقرآنِ أمشي بقلبي ربّما تلقى الخطى قبسًا من الأنوار والريحانِ يهوي لمولاي الحسين فؤاديَ المشتاق رغم تسلّط الأزمانِ ورأيتُ بالقلب الحزين أمانه يطمو على الآهاتِ والحرمانِ ويدير طرف أبوّة نضّاخةٍ نحو الحنين من الفؤاد الواني فحسيننا وطن يفيض تسامقًا حدّ اتساع حنانه الريّانِ