الانقلابُ فِي الحَياةِ

الشيخ حبيب الكاظمي
عدد المشاهدات : 157

مضمون السؤال: إنّي أواجه مشكلة أعدّها من المشاكل الكبيرة في حياتي، وهي: إنّني كنتُ في السابق أجد لذّة في العبادة، مثل: الدعاء، وصلاه الليل، والصلاة اليوميّة، ولكن بعد الهجرة عن بلدي ومفارقة أصحابي أصبحتُ تدريجيًّا أفقد هذا الشعور، وإنّي أعرف الأسباب تمامًا، وهي: الابتعاد عن الأجواء الإيمانيّة، والبعد عن الأصدقاء الملتزمين، فأرجو منكم أن ترشدوني إلى ما يفيدني، فقد أصبحتُ أتضايق يوميًا . مضمون الردّ: سررتُ كثيرًا برسالتكم المعبّرة، فإنّ مَن يسبح ضدّ التيار كمَن يسبح مع التيار أضعافًا، وعليه فإنّ المقياس في القرب إلى الله (عزّ وجلّ)، هو مدى المعاناة والمجاهدة، لا مقدار ما يحقّقه الإنسان من نتائج، استمرّي في مقاومة المنكر ولو كان بسيطًا مثل سماع الغناء، أو النظرة المحرّمة، فإنّ الشيطان يطمع في أدنى زلّة فيكِ ليوقعكِ في عظائم الأمور، وتيقّني بأنّكِ بعد مدّة من الاستقامة والممارسة والمجاهدة ستصلين إلى مرحلة امتلاك ملكة التقوى، فلا تجدينَ في ترك الحرام مؤونة كثيرة، حاولي أن تنظري إلى العصاة ـ وإن كانوا في أعلى درجات التخصّص ـ وكأنّهم بهائم مثلما يصفهم الإمام عليّ (عليه السلام): "...فما خُلقتُ ليشغلني أكل الطيّبات كالبهيمة المربوطة همّها علفها، أو المرسلة شغلها تقمّمها، تكترش من أعلافها وتلهو عمّا يُراد بها.."(1)، حاولي أن تبقي على نعمة صلاة الليل قدر الإمكان، ولو بمقدار الشفع والوتر، ولو قبل النوم، بل حتّى لو استلزم الأمر القضاء، واعلمي بأنّ الله (عزّ وجلّ) سيلقي عليكِ من مدده ما ليس في الحسبان، ونسأل الله لكم الثبات. ........................................... (1) نهج البلاغة: ج3، ص72.