رياض الزهراء العدد 174 لحياة أفضل
أَنقِذي عائلتَكِ مِن الـ(سوشيال ميديا)
بات انتشار مواقع التواصل الاجتماعيّ شيئًا مخيفًا بتنوّع أشكاله، وفي كلّ يوم يظهر لنا نوع مختلف وبرنامج جديد، والمتلقّي يجري خلفه لتعلّمه والخوض في بحاره، ليس المقصود أن نحارب التطوّر التكنولوجيّ وانتشاره السريع، فهو أصبح ضرورة من ضرورات الحياة، ولتلك المواقع منافع كثيرة، إذ جعلت العالم عبارة عن قرية صغيرة، وسهّلت التواصل بين الناس، إضافةً إلى صقل شخصيّة الفرد عن طريق سعة ثقافته واندماجه مع المحيط الثقافيّ إلكترونيًّا وغيرها. الـ(سوشيال ميديا) سلاح ذو حدّين، فإمّا أن نستخدمه بالشكل الصحيح وإمّا أن نقع في الخطأ، وهذا ما حدث فعلًا، إذ تسبّبت مواقع التواصل في دمار الكثير من العلاقات الاجتماعيّة، وعلى رأسها العلاقات الزوجيّة إلى درجة أدّت إلى الانفصال، وخير دليل على ذلك ارتفاع نسبة الطلاق حول العالم، وبخاصّة الدول العربيّة، وكانت وسائل التواصل الاجتماعيّ من أحد الأسباب لذلك. وبحسب آراء علماء الاجتماع، وبعض الحقائق التي أُثبت فيها حدوث حالات تفكّك أسريّ كان سببها الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعيّ، لذا فأنّ التوازن ما بين استخدام العالم الافتراضيّ وعالمكِ الواقعيّ هو الحلّ الأمثل، وألّا نجعل من البيت والأسرة وحياتنا كتابًا مفتوحًا للجميع عبر مواقع التواصل، فكلّ ذلك يؤدّي إلى جعل الحياة الخاصّة عرضة للخطر بسبب تدخّلات الآخرين وآرائهم، وأغلبها صادرة عن أشخاص غير متخصّصين ويفتقرون إلى الخبرة، وهذا يسهم بشكل كبير في تهديم أسر وعوائل مستقرّة وتعكّر صفو حياتهم. إنّ الـ(سوشيال ميديا) جزء مكمّل للحياة، تُستخدم للتواصل والعمل المفيد أو التسلية، وإن لم تستخدميه لهذه الأسباب، فأنتِ في مرحلة الخطر، وتحوّلت هذه المواقع مضيعة للوقت وتدميرًا لعلاقتكِ بأسرتكِ. لا إفراط ولا تفريط هو الشعار الذي يجب اتّباعه في كلّ معاملات الحياة، وإلّا أصبحنا فريسة سهلة لكلّ مستحدث لا نعلم خفاياه.