رياض الزهراء العدد 174 لحياة أفضل
بيتُكِ روضَتُكِ الغَنّاءُ
البيت بالنسبة إلى الأنثى هو المكان الآمن الذي تجد فيه استقرارها النفسيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ، وكلّ أنواع الاستقرار المطلوبة لها؛ سواء كان بيت الأهل أو بيت الزوج؛ لذلك يجب أن تعدّه بمثابة حديقة خاصّة بها، وأنّ كلّ ما تزرع فيه سينبت لاحقًا، فإذا زرعت خيرًا حصدت خيرًا، وإن عزفت عن زرع شيء، فسوف يتحوّل إلى أرض بور لا حياة فيها، ولذلك من الأجدر بها أن تهتمّ بهذه الحديقة ولا تهملها، وتمنحها الحبّ والحنان والاهتمام حتّى تبقى نضرة وجميلة ولا تخسرها أبدًا. وقد يبرّر البعض عدم اهتمامه واعتنائه بانشغاله بالدراسة أو العمل خارج المنزل، وهذا عذر غير مقبول، يجب علينا ألّا نتغافل عن مسألة ضرورة تنظيم الوقت، وإعطاء كلّ شيء حقّه، بحيث يصبح تنظيم الوقت منهجًا سلوكيًّا نلتزم به ونطبّقه في حياتنا اليوميّة بدلًا من الفوضى والعشوائيّة. وهناك الكثيرات من بناتنا العزيزات اللواتي يضجرنَ من أعمال المنزل، ومن كلّ شيء يتعلّق بالتدبير المنزليّ ولا يشاركنَ فيها، وإذا شاركنَ فسيكون بتأفّفٍ وعدم عناية، وهذا خطأ كبير؛ فالمرأة بطبيعتها الفطريّة حنونة ومعطاء، فلماذا كلّ هذا الضجر والتكاسل؟! بُنيّتي العزيزة، أخيّتي العزيزة: بيتكِ هو حديقتكِ، ويجب أن يكون من أولويّات اهتماماتكِ ومسؤوليّاتكِ والتزاماتكِ؛ ففي ذلك رضا الله سبحانه ورضا الوالدين. وما أجملكِ عندما تكونين عنصرًا نشيطًا وفعّالًا في أسرتكِ ومجتمعكِ معًا.