فَقدُ الطَّالِبِ ثِقتَهُ بنفسِهِ وبقُدراتِهِ على الاستيعابِ

دعاء فاضل الربيعيّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 182

الثقة مثلما يُعرّفها المتخصّصون: أن يؤمن الفرد بنفسه من حيث الإنجازات، والقدرات، وغيرها، ممّا له صلة بشخصيّته، وتعدّ الثقة حاجة مهمّة لإنجاز المهامّ الحياتيّة المختلفة، كالعمل والدراسة، فالطالب يحتاج إلى الثقة ليصل إلى هدفه ويحقّق التفوّق والنجاح. وقد يتبادر إلى ذهن القارئ سؤال عن مسبّبات فقدان الثقة لدى الطالب، والأمور التي تزعزعها وتجعل منه إنسانًا مهزوزًا وغير واثق بقدراته وإمكاناته الفهميّة والأدائيّة. نعم، قد يواجه الطالب مجموعة من الضغوطات والصعوبات التي يفرضها عليه محيطه في مختلف مراحل الدراسة، وغالبًا ما تترك هذه الضغوطات آثارًا سلبيّة تنقص من ثقته بنفسه، وأهمّ تلك العقبات هي الخوف والقلق، فهما يعدّان عاملين أساسيّين في فقد الثقة، فكثيرًا ما يخاف الطالب من الموادّ الدراسيّة أو من الاختبار، ويرجع سبب ذلك الخوف إلى تعظيم الأمور والمواقف وتهويلها، وإشعاره بصعوبة المادّة واستحالة فهمها، وهذا بدوره سيولّد ردّة فعل عكسيّة، وهي الشعور بالضعف بإزاء المنهج، وعدم تمكّنه منه وفهمه له. الأمر الآخر هو المقارنة، والتوبيخ، والتعرّض للانتقادات الحادّة، وعدم إعطاء الفرصة للطالب لإثبات ذاته، وبيان مستواه وإبراز قدراته أمام زملائه، كلّ ذلك سيجعل منه شخصًا لا يؤمن بقدراته، ولا يثق بنفسه. ولا بدّ من أن يعي الأهل خطورة هذا الأمر، ويسعون جاهدين إلى الحدّ من تفاقم هذه المشكلة لدى أبنائهم، إذ يمكن معالجة ذلك عن طريق بعض التوجيهات والإرشادات، والتي من أبرزها التشجيع والثناء المستمرّ، والإكثار من عبارات الاستحسان والتقدير، والإنصات الجادّ وإفساح المجال للتعبير عمّا يجول في خاطرهم من أحاديث، والتعبير عن الحبّ، فهو مهمّ جدًا لزيادة الثقة وتحسين الأداء. ولا بدّ من إيجاد الرغبة في نفس الطالب، والتحدّث معه عن أهميّة العلم والتعلّم، وترغيبه بالدراسة وحثّه على مواصلة المسير لتحقيق أهدافه، إضافة الى تحديد الأهداف من بداية الفصل ووضع خطّة منهجيّة واضحة، والبدء بتطبيقها على أرض الواقع، كلّ ذلك سيولّد الثقة ويزيد من مستوى الإدراك والفهم. وأخيرًا يمكن القول بأنّه يتوجّب على الأمّ الواعية أن تكتشف نقاط قوّة أولادها ونقاط ضعفهم، ومن ثمّ تستثمر نقاط القوّة وتركّز عليها، وتجعل منها عاملًا مساعدًا ومساندًا لتخطّي فقدان الثقة، وتعالج نقاط الضعف وتعمل على إبادتها، وعليها أن تفعّل خاصيّة الثقة بالنفس لدى أولادها، وتحدّثهم عن الطموح وأهميّته للفرد الذي يُعدّ بمثابة الكنز، وأنّ الإنسان الذي لا يملك طموحًا ولا دافعًا أو حافزًا لا يصل إلى ما يريد ولا يحقّق ما يتمنّى.