رياض الزهراء العدد 174 الملف التعليمي
مَنهلُ الثَّقافةِ التَّربويّةِ
نشاط لغويّ متبادل يتمّ عبر ترانيم العينين من دون استخدام أجهزة النطق، ابتداءً من اصطفاق أمواج اللسان إلى أنغام الهمس، يضيئ عبق (القراءة الصامتة)، وهي إحدى أساليب التعلّم النشط، هدفها فهم المادّة العلميّة المقروءة، ويتمّ ذلك عن طريق النظر إلى مفردات الكتاب والمنهج الدراسيّ والقصص والتمعّن فيها بالعين، والتعرّف على أشكال الحروف وأصواتها وقراءة الجمل، ويصاحب ذلك نشاط ذهنيّ يترجم المادّة المقروءة إلى دلالات ومعانٍ، ومن ثمّ فهمها وتحليلها وإطلاق العنان لخيال المتعلّم، وتساعد القراءة الصامتة على توسيع المدارك، وتأتي في بعض الأحيان بمثابة قراءة ترفيهيّة، حيث تساعد على استيعاب الأفكار وتدريب الذاكرة وإنعاشها للتذكّر في وقت لاحق، والقدرة على استعمال العبارات اللغويّة المركّبة، وزيادة استقطاب مفردات القاموس الجديدة للمتعلّم. وهناك أنواع متعدّدة للقراءة الصامتة، منها: قراءة الاستطلاع، وتفيد التلميذ القارئ في اطّلاعه الأول على الكتاب، والمشاهدة الأولى للمحتوى والكلمات لأول مرّة، ومن ثمّ يحدّد رغبته بقراءة هذا الكتاب من عدمها، ويعتمد هذا الأسلوب على النظرة السريعة التي تمنح التلميذ صورة واضحة لمضمون الكتاب، ويتمّ ذلك بالاطلاع على بعض عناصر الكتاب ومنهجيّته، مثل: المقدّمة، الفهرست، المتن، الخاتمة، ومستوى الأسلوب والأفكار، والنوع الآخر هو القراءة العابرة، أو تصفّح الكتاب بصورة سريعة للبحث عن أفكار واضحة للمادّة المقروءة، والعثور على مفردات وكلمات محدّدة تهمّ التلميذ، وفقرات معيّنة تشمل الإجابة عن الأسئلة، كالاستفهام أو تاريخ الأحداث والوقائع، وعناوين أماكن مهمّة، وهذا النوع يتيح الفرصة للتلميذ عند قراءته لأحدى الكتب والمناهج لاختزال مفردات جزئيّة ليكملها فيما بعد، ويحوّلها إلى مجموعة متكاملة لتوحيد المعنى العامّ، والتعوّد على فهم الأفكار الرئيسة للنصّ، والمعنى المباشر له، والوصول إلى مرحلة قراءة ما بين السطور؛ ليدرك الهدف والمغزى المنشود من الموضوع، والنصّ الذي يشير إليه المؤلّف والكاتب في توصيف المقدّمة والنتائج، وتوظيف مهارة التخمين التي يقوم بها الدماغ، وربط الجمل مع بعضها البعض. وفي الختام ينبغي اتّباع بعض النصائح عند اختيار القراءة الصامتة، وهي التأكّد من وضعيّة الجلوس الصحيحة للتلميذ، والمسافة المناسبة بين العين والكتاب، وإجراء بعض التمارين التي تساعد على الحركة السليمة للعينين؛ لزيادة سرعة تنقّلها بين الكلمات، والتركيز على قراءة التلميذ لقطعة معيّنة في بادئ الأمر.