سَهِرَتْ عُيُونُهَا فَأَبدَعَتْ

حوار: أزهار الخفاجي
عدد المشاهدات : 210

في مجتمعنا نساء يمثّلنَ الوجه الإبداعي للمرأة العراقية، وهنّ يستدعينَ أصالة الماضي بما تصوغه أيديهنّ من لوحات فنية وأعمال يدوية ترسم الدهشة في العيون. كان لمجلة رياض الزهراء فرصة اللقاء مع إحدى المشاركات في معرض أُقيم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في كربلاء المقدسة. وهي الأخت فاطمة عدنان الحكيم/ خريجة معهد المعلمات المسائي/ قسم التربية الفنية، كانت عيناها مشرقة بالأمل وهي تنظر إلى ما صنعته يداها من أعمال، وقد روت لنا قصة إبداعها فقالت: نقطة البداية كانت من الطفولة إذ كنت مولعة بهذه الأعمال من فنّ، وترتيب الأشياء، وكانت أفكاري تعجب كلّ مَن هم حولي؛ لأني من أشياء صامتة أصنعُ تحفاً ناطقة، واستمرت معي هذه الموهبة الإلهية حتى أكملت المرحلة المتوسطة، ولكي أصقل موهبتي وأطوّر نفسي أكاديمياً اخترت معهد المعلمات قسم التربية الفنية. لكلّ موهبة هناك داعم، مَن دعم موهبة الأخت فاطمة؟ وجدت في الأهل الصدر الرحب لتشجيعي وتنمية أفكاري من البداية وإلى حدّ الآن، إذ إنّ لهم الفضل في دعمي مادياً ومعنوياً، ولولاهم لما كنتُ اليوم أعرض أعمالي في هذا المكان. هل لمستِ استفادة مادية من هذه الحرفة؟ من أرباح هذه الأعمال يكون رأس مالي لصناعة أعمال أُخر، والشيء الجيد أني أعرض أعمالي في البيت، وتأتي الناس لشرائها، والحمد لله العمل مثمر وأرباحه جيدة، فمَن يحبّ عمله ويخلص فيه يبدع، ويبارك الله (عز وجل) له في ما عمل. (البنت شبيهة أمها) هل وجدتِ صداها في ابنتك؟ ابنتي تشبهني في كلّ شيء وقد اكتشفت أنّ لديها موهبة فنية رائعة. وهي أيضاً تقوم بمساعدتي في عملي هذا وفي بعض الأحيان أفكارها تكون ملهماً لي في عملي هذا، وأنا فخورة بها وأتمنى من الله أن يوفقها لتسير على خُطاي. هل لديكِ أعمال في مجالات أُخر؟ أُجيد خياطة الملابس، ولكن للعائلة فقط زيادةً على ذلك أقوم بعمل الستائر والكوشيات والشراشف لبيعها والاستفادة من أرباحها فضلاً عن عملي كموظفة في روضة الأرجوان الأهلية. هل لك مشاركات في معارض؟ مشاركتي في معرض المرأة العالمي هي الثانية، أمّا المشاركة الأولى فكانت في أيام التطبيق، إذ قمت بعمل معرضٍ خاصٍ بي وذلك على قاعة مدرسة الإمام السجاد (عليه السلام) الابتدائية، وقد نال إعجاب الحاضرين، وأطمح أن أشارك في معارض مقبلة إن شاء الله (عز وجل). في ظل التكنولوجيا وسيطرة مواقع التواصل الاجتماعي ما هي النصائح التي تقدّمينها للشباب؟ إن استخدام الشباب للتكنولوجيا بصورة خاطئة أثراً في حياتهم، إذ أخذ كلّ وقتهم وتفكيرهم وأعمارهم، فأصبحوا بلا هدف، وتجمدت طاقاتهم وعقولهم. فهناك طاقات شابة من كِلا الجنسين هائلة، ولكنها مكنونة تحتاج إلى مَن يطلقها نحو الإنجاز، وأنصح كلّ الشباب وبخاصة الفتيات ممّن لديها الموهبة والقدرة على الإبداع أن تسعى وتجتهد لتجني الثمار، وأن تتعلم هذه المهارات وتتحلى بالصبر وطول البال؛ لأن صنعة في اليد أمانٌ من الفقر. ما هي طموحاتك في المدة القادمة على المستويين الشخصي والمهني؟ أطمح أن يوفقني الله (عز وجل) لأنال رضاه وأن يبارك لي في ما أقدّمه، وأن تنال أعمالي قبول الناس وأتمنى أن يتسع لي الوقت لتنفيذ الكثير من الأفكار؛ ليتسنى لي المشاركة بمعارض تُقام في الأقطار العربية لأمثل مدينتي الحبيبة كربلاء. بالأنامل المبدعة تحوّلت الأشياء البسيطة إلى تحفة ناطقة تمثل أصالة المرأة الكربلائية وصبرها وشغفها بهذا الفن، وأيضاً ليكون لها عوناً على مصاعب الزمن؛ لأنها عراقية حملت وسام الصبر من سيّدتها الزهراء (عليها السلام) لتودع لنا بصمة تتفاخر بها الأجيال وتصنع من المستحيل عنواناً.