رياض الزهراء العدد 174 صحة العائلة النفسية
الضَّغطُ النَّفسيُّ وآثارُهُ في العَملِ
يحتاج الإنسان إلى العمل بأنواعه المختلفة لتوفير متطلبات الحياة، وقد يتولّد عن طريق هذا العمل ضغط نفسيّ، وهو استجابة الجسم لأيّ مطالب تفرض عليه، وقد تكون هذه المطالب متعلّقة بالوظيفة أو الوضع الماليّ أو العلاقات، ومن علامات الشعور بالضغط النفسيّ فقدان حسّ الدعابة، وعدم الاهتمام بأمور الحياة والاكتئاب، والشعور بالوحدة والإهمال ونفاد الصبر، أو العدوانيّة أوالقلق أو الخوف أو العصبيّة، والتفكير المبالغ فيه بعدّة أمور في الوقت ذاته، مع فقدان القدرة على التوقّف عن التفكير بتلك الأمور. وقد تظهر علامات ترتبط بسلوك الشخص، منها إظهار الاضطراب الدائم وقضم الأظافر والبكاء والصراخ، وفقدان القدرة على التركيز وتجنّب المواقف التي تسبّب الإزعاج، وهناك علامات أخرى كالصداع، وآلام في الصدر، والشدّ العضليّ، والتهاب العيون وارتفاع ضغط الدم، وعدم وضوح الرؤية، والشعور بالتعب طوال الوقت، واصطكاك الأسنان ومشاكل النوم بما في ذلك رؤية الكوابيس في أثناء النوم، وعسر الهضم أو حرقة المعدة. إنّ الضغوط النفسيّة على نوعين: الضغوط الإيجابيّة: وتأتي من داخل العمل، فتدفع الفرد نحو تحقيق الهدف. والضغوط السلبيّة: وهي التي تؤثّر سلبًا في إنتاج الفرد وسلوكه، وتعيق الإنجاز، مثلما يمكن تقسيمها بحسب الشدّة إلى الضغط النفسيّ الحادّ والذي يستمرّ لمدّة قصيرة من الزمن، ولكنّه إذا استمرّ لمدّة طويلة فإنّه قد يتحوّل إلى ضغط نفسيّ مزمن، وهناك الضغط النفسيّ الحادّ النوبيّ. إنّ الضغط النفسيّ يتولّد بسبب الإفراط في العمل، وزيادة المتطلّبات التي تقع على عاتق الفرد، وتناول كميّة كبيرة من الكافيين، والتي يتوقّع الفرد بأنّها تساعده على الاستمرار في العمل، وروتين الحياة الشديد، والتغيّرات والأحداث المستمرّة والسريعة، كالوفاة والطلاق والمشاكل الزوجيّة، والمرض والمشاكل الماديّة وقلّة النوم والأرق. هناك عدّة طرق لعلاج الضغط النفسيّ، وهي زيادة الإيمان بالله تعالى والالتزام بتأدية الصلاة وقراءة القرآن الكريم، فهذا يساعد على الاسترخاء وعدم التفكير بالأمور السلبيّة، وتقبّل الأمور بأنّ كلّ شيء بيد الله تعالى، وما على الشخص إلّا الأخذ بالأسباب وتغيير طريقة التفكير، فالتفكير بطريقة إيجابيّة والتركيز على الإيجابيّات أمر من شأنه أن يغيِّر من تأثير الضغط النفسيّ ويعالجه، والمحافظة على التواصل مع الناس وبناء العلاقات الاجتماعيّة، فالجلوس مع الناس والتحدّث معهم يساعد على خروج الشخص من دائرة الضغط النفسيّ، ومحاولة السيطرة على أسلوب الحياة، ووضع جدول يوميّ أو أسبوعيّ للأعمال والتخطيط للمستقبل، وتدوين بعض المشكلات والحلول التي تواجه الفرد، والتقليل من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين، وممارسة الرياضة بانتظام والتخلّص من الأفكار السلبيّة، والتركيز على التفكير الواقعيّ الإيجابيّ، والحرص على تنظيم ساعات النوم وعدم السهر مهما كان العمل ملحًّا، وممارسة تقنيّات الاسترخاء مثل الـ(يوغا)، فأنّها تساعد على التخلّص من بعض الضغوط النفسيّة، فضلًا عن مراجعة الاختصاصيّين؛ لطلب المساعدة إذا تطلّب الأمر. وأخيرًا علينا أن نتذكّر دائمًا قوله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: 28).