رياض الزهراء العدد 174 واحة البراءة
سَكِينةُ والحَمَامةُ الصَّغيرةُ
بينما كانت سكينة تلعب في الحديقة، وجدت حمامة صغيرة على الأرض، تقرّبت قليلًا منها فوجدت أنّها قد أصيبت في إحدى قدميها ولا تستطيع الطيران على الرغم من محاولتها، فقرّرت الصغيرة سكينة مساعدتها. دخلت إلى المنزل بسرعة ونادت أمّها لتساعدها في العناية بالحمامة المسكينة، فرحت الأم بتصرّف ابنتها الصغيرة، وقالت لها: كم أنّه تصرّف نبيل، قامت سكينة بمساعدة والدتها في العناية بالحمامة التي بدأت تحبّها كثيرًا وتتعلّق بها. بعد مرور عدّة أيام بدأت الحمامة بالشفاء، ويبدو أنّ وقت مغادرتها المنزل قد حان، لكن سكينة لم يعجبها ذلك، فهي تحبّها كثيرًا فقرّرت حبسها في القفص الصغير، رأت الأمّ ذلك، فحزنت من جرّاء فعل سكينة حزنًا شديدًا، وقالت لها إنّه خاب ظنّها بها، حبّنا للحيوان الصغير لا يعني أن نسلب حريّته، فالله (عزّ وجلّ) خلق الحمام للطيران، خلقهم ليعيشوا في السماء لا في قفص صغير في المنزل. شعرت سكينة بتأنيب الضمير، وكم أنّها أخطأت حينما فكّرت بهذه الطريقة، فأخرجت الحمامة الصغيرة وقبّلتها وودّعتها، وأطلقتها إلى السماء.