النُّورُ الأكملُ
من النور الإلهيّ.. أتى النور المحمّديّ.. من عالم الملكوت.. إلى عالم المُلك.. أتى إلينا نور محمّد.. ذلك النور الأكمل.. لينير عتمة القلوب.. ويضيء لنا الوجود.. برسالته الخالدة.. هو محمّد.. وما أدراكَ ما محمّد؟ الخلق الأكمل.. فاق الوجود بكماله.. به أفاض الربّ علينا بالوجود.. لولاكَ يا محمّد.. لم نأتِ نحن.. ولم يأتِ كلّ هذا العالم.. هو سرّ الوجود.. به خُتمت النبوّة.. ومن صلبه كوثر الإمامة.. ها قد أتى الربيع.. وفي يوم السابع عشر.. خرّ النور ساجدًا.. مهلّلًا موحّدًا.. طهرت الأرض بقدومه.. فتحطّمت الأصنام.. وأضاء الكون.. مخبرًا: أتى سيّد الخلق.. أتى محمّد.. فاق الخلق بحُسنه.. وأيّ حُسن هذا؟ علا على الجمال اليوسفيّ.. فهو الجمال كلّه.. والعلم كلّه.. والرحمة الواسعة.. تجلّى القرآن في خُلقه.. ومحمّد مرآة لصفات الله.. مَن أراد الله بدأ بمحمّد.. فهو معراج لسموّ الروح.. مثلما سمت روحه.. فوصلت إلى قاب قوسين أو أدنى.. وأنّى لنا.. بمعرفة هذا النور العظيم؟! فالعقول قاصرة.. والقلم عاجز.. عن معرفة كنه هذا النور.. حوى ثقل النبوّة.. لا تسعه أرض ولا سماء.. فهو النور الأكمل.. فهنيئًا لنا بمحمّد (صلّى الله عليه وآله)..