بَصمَةُ الأنامِلِ وَمَهارَةُ رَسمِ الحُرُوفِ والمُفرَداتِ

نوال عطيّة المطيّري/ كربلاء المقدّسة
عدد المشاهدات : 139

فنّ يحاكي مفاخر العقل الإنسانيّ، ودليل وضّاء يُفصح عن الحفاظ على التاريخ والتراث، يُثري نِتاج الفكر والأحاسيس، إنّه عبق (مهارة تحسين الكتابة)، حيث يُعدّ وسيلة مهمّة من وسائل الاتّصال والتعبير عن المشاعر، فيُشير ألق الكتابة إلى مجموعة من الأنشطة والمهارات التي ترمز كلّ منها إلى هدف ومطلب معيّن، لذلك ذاع صيت تلك الأنشطة؛ ليتحوّل هذا الصوت المسموع في ربوع اللغة العربيّة إلى شكل مرئيّ متّفق عليه برموزه وحروفه وجزئيّاته التفصيليّة، حيث برز نسيج الخيوط الذهبيّة لدقّة الكلمات والمعاني التي تتوسّط قاموس لغة الضادّ (لغة الأمّ) في حياة الإنسان بأنّ لها وظيفتين أساسيّتين هما: (الاتّصال والتواصل)، وتسهيل عمليّة ترجمة التفكير والتعبير عن الذات، فإنّ الكتابة قادرة على أداء هاتين الوظيفتين، والقدرة على التحكّم في نظام بناء الجُمل، وإذا أمعنّا النظر في بارقة العلم والمعرفة داخل أسوار المؤسّسة التربويّة لوجدنا فئة من المتعلّمين الذين تدرّجوا من المراحل الأولى الابتدائيّة، ومن ثمّ استرسال التدرّج في بقيّة المراحل الدراسيّة، فسنلاحظ حينها زاوية مهارة الكتابة لديهم ومدى استحسان التلاميذ لاستخدام الخطوط ورسم الحروف بصورة متقنة وواضحة ومفهومة لدى التلميذ ذاته تارة، ومعلّم المادّة العلميّة والتربويّة تارة أخرى، ولطالما تقف صفة الخطّ غير المقروء عند التلاميذ عقبة يُعاني منها المعلّم في أثناء قراءة الدرس أو تصحيح الدفتر المدرسيّ وكشكول المتابعة وأوراق الاختبار، حتّى عدّها بعض المهتمّين والباحثين بهذا الشأن بأنّها (شفرة طلاسم يصعب فكّ رموزها!!)؛ لعدم وضوح المضمون، بل أحيانًا يتعدّى الأمر إلى التلميذ ذاته، فيقف حائرًا يصعب عليه تقديم ما خطّته أنامله وشرحه، وهناك بعض الهمسات تلقي بفيء ظلّها على أولياء الأمور الكرام في مرحلة رياض الأطفال، واتّباع بعض النصائح والإرشادات لتقوية عضلات اليد والأعصاب في مرحلة الطفولة عن طريق اللعب بالصلصال الطبيعيّ ويُفضّل أن يكون من صنع الأهل بمكوّنات آمنة وصحيّة، والكرات المطاطيّة لتسهيل عمليّة الكتابة لاحقًا، وينبغي الانتباه إلى مشكلة ضعف البصر، لكونه يشكّل إحدى أسباب رداءة الخطّ لعدم استطاعة الطفل أنّ يتابع حركة رسم الحروف على الورق، وتعليم الأطفال على إيماءة رسم الحرف في الهواء باستخدام الطريقة التخيليّة، وكتابة الحرف باستخدام حفنة من الملح أو ذرّات السكّر، أمّا دور المعلّمين والملاك التربويّ، فيكمن في تطبيق المقاييس الصحيحة للحروف نزولًا وارتفاعًا، وملاحظة وضعيّة جلوس التلاميذ والطريقة السليمة لمسك القلم، والحرص على انتقاء الأدوات ومستلزمات الدراسة النظيفة والأنيقة قدر المستطاع، مع التدريب الهادف عن طريق النمذجة والمحاكاة والتشجيع والثناء عند المحاولة، ومنح المتعلّمين مكافآت وهدايا، ومعالجة بعض العوامل النفسيّة التي تتعلّق باضطرابات داخليّة، منها صعوبة نقل الإدراك بين اليد والعين، وإعداد خطّة لتحسين مهارة الكتابة تتضمّن التمهيد عن طريق التشويق للموضوع والعبارات المطلوبة، وتحديد النصّ وكتابته أمام التلاميذ، وإعطاء المتعلّمين فرصةً للتفكير وتنسيق الأفكار وتجميعها، وفي الختام العرض والربط عن طريق تفعيل المادّة العلميّة معهم وإلقاء الأسئلة والإجابة عنها، وأخيرًا التقييم والخاتمة التي يتمّ بموجبها تجميع الأخطاء وتصحيحها أمام التلاميذ؛ ليستفيد منها الجميع ثمّ تدوينها في الدفاتر.