بِنَاءُ الشَّراكَةِ بَينَ الأُسرَةِ وَالمَدرَسَةِ

دعاء فاضل الربيعيّ/ النجف الأشرف
عدد المشاهدات : 154

تُعرف الشراكة على أنّها التعاون وتقسيم المهامّ، وهي ضروريّة جدًا في جميع مسارات الحياة، ولا سيّما المسيرة التعليميّة، إذ تُعدّ الشراكة بين الأسرة والمدرسة من أوليّات نجاح الطالب وتقدّمه العلميّ. وبلا شكّ أنّ أولياء أمور الطلبة يؤدّون دورًا مهمًّا في تَقدّم أبنائهم، فعن طريق تواصلهم وتكاتفهم مع المؤسّسة التربويّة، سيشكّلون فريقًا مثاليًّا يسهم بدعم المسيرة التعليميّة، والسير بها نحو الأفضل، وهذا سيُحقّق للأبناء أعلى درجات التفوّق والنجاح، فمتى ما مُدّت جسور التواصل والشراكة بين الأسرة والمدرسة أوجدنا طلّابًا مثابرين وناجحين. وينبغي على جميع أولياء الأمور والمهتمّين بالشؤون التربويّة أن يستشعروا أهميّة التعاون ويتعرّفوا على آثاره الإيجابيّة التي تعود على المعلّم والمتعلّم، فالشراكة تساعد على تحفيز الطلّاب على الدارسة، وتولّد لديهم اهتمامًا بمستقبلهم، فإذا لمسوا تعاونًا وتواصلًا سيعملون جاهدين على تحسين أدائهم ومستواهم؛ ليضمنوا رضا الطرفين عنهم. وإنّ الأسرة المتابعة لأداء أبنائها تستطيع تشخيص كلّ سلبيّاتهم الاجتماعيّة والأخلاقيّة والتربويّة، ومعالجتها بالتعاون مع الملاكات التدريسيّة، فإن حصلت مشكلة للطالب في المدرسة ولم يكن هناك تواصل بين الطرفين، فلن يمكن حلّها أو التقليل من خطرها؛ لأنّ يدًا واحدة لا تصفّق! فحريّ بكلّ أمّ مهتمّة بمستقبل أولادها أن تبحث عن سُبل تمتين العلاقة بينها وبين المدرسة وتطويرها، بخاصّة في الوقت الحاليّ ومقتضياته، إذ نعيش اليوم ظروفًا استثنائيّة أدّت إلى أن تسير العمليّة التعليميّة بشكل غير متناسق، وهذا يتطلّب جهدًا متواصلًا وتعاونًا مستمرًّا وتواصلًا مثمرًّا، حتّى وإن كان عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ؛ لتتعرّف الأسرة على مدى تقدّم أبنائها في مجال تحصيل المعلومات. وأخيرًا على الجميع أن يعلم بأنّ هناك آثارًا نفسيّة وتربويّة سلبيّة مترتّبة على انعدام التواصل، ولعلّ أخطرها هو شعور الطالب بعدم أهميّة المدرسة والدراسة.