سُخونَةُ الجِسمِ
يعدّ ارتفاع درجة حرارة الجسم من الشكوى الشائعة جدًّا، ويسبّب الرعب لدى الكثير من الناس، وذلك لاعتقاد البعض أنّ كلمة "الحُمّى" مرادفةٌ لشيء خطير، وتحصل لأيّ شخص سواء كان كبيرًا أو صغيرًا وبين مدّة وأخرى. ماذا نعني بالسخونة؟ إنّ درجة حرارة الجسم عرض وليس مرضًا، وإنّ ارتفاعها هو إجراء طبيعيّ فسيولوجيّ، وعلامة مهمّة لصحّة الجهاز المناعيّ؛ لأنّه يعمل على بعض التغيّرات في الجسم، ويُسخنه للتغلّب على الظاهرة المرضيّة، أو المسبّب المرضيّ سواء كانت عدوىً أو أمراض المفاصل أو الأمراض المناعيّة وغيرها، وهذا يعني أن ليس كلّ حرارة تدلّ على الخطر، في حين أنّ غياب درجة الحرارة أو انخفاضها عن المعدّل الطبيعيّ مؤشّر على ضعف الجهاز المناعيّ أو أنّه لا يعمل بكفاية. ما المعدّل الطبيعيّ لدرجة حرارة الجسم؟ درجة الحرارة الطبيعيّة تتراوح من (36 - 37.8) درجة مئوية، وليس هناك اختلاف بين البالغين والأطفال، والحرارة بصورة عامّة تأتي من الفعاليّات الحيويّة للجسم، وبخاصّة نشاط الكبد والعضلات، وهو الإنتاج الرئيس للحرارة، ويقوم الدم بنقلها وتوزيعها على أجزاء الجسم الأخرى. أسباب ارتفاع درجة الحرارة: • وجود التهاب فيروسيّ، بكتيريّ، فطريّ. • بعض الأمراض المناعيّة والالتهابات الفيروسيّة كالروماتيزم، أو أمراض أخرى في الأمعاء كمرض تقرّح القولون وغيره. • الخلل في الغدد الصمّاء من الممكن أن يزيد من درجة حرارة الجسم كالغدّة الدرقيّة، فعند زيادة إنتاج الهرمون تزداد الحرارة. • كل أنواع التسمّم. • الأورام أو السرطانات. • بعض التأثيرات الجانبيّة للأدوية. • الجلطات الدماغيّة والقلبيّة. • القلق والتعب، حيث يرتفع هرمون الأدرينالين، أو الضغط النفسيّ العالي، فترفع درجة حرارة الجسم، وهذه الحالة غير مرضيّة إطلاقًا. أسباب انخفاض درجة الحرارة: • أمراض الغُدَد. • بعض التأثيرات الجانبيّة للأدوية. • أمراض العضلات. • قلّة الحركة. وإنّ انخفاض درجة الحرارة يكون أخطر عند وجود التهابات، وهذا يعني وجود تسمّم بكتيريّ أو فيروسيّ في الدم، وهنا تكمن الخطورة عندما تنخفض، وارتفاع درجة الحرارة عبارة عن خطّ الدفاع وعمل الجهاز المناعيّ أو مؤشّر على وجود مرض معيّن. استثناءات من الحالة المرضيّة: • عند الحامل ترتفع درجة الحرارة قليلًا. • التبويض في المرأة "الدورة الشهريّة". • زيادة الفعاليّات الحيويّة للجسم، ولكن ليس بدرجة عالية. • العمر. فعند التقدّم بالعمر فإنّ جسم الإنسان يقلّل من فعّاليتّه الحيويّة، فتقلّ درجة الحرارة، وإن تمّ قياسها بالمحرار فستكون أقلّ من (36) درجة مئويّة، وهذا شيء طبيعيّ. علاج ارتفاع درجة الحرارة: • ارتداء ملابس خفيفة. • شرب السوائل. • استخدام الكمادات الباردة. • استخدام الأدوية الخافضة للحرارة مثل الباراسيتمول، والإيبوبروفين. الأسباب الخاطئة للتشخيص: تختلف درجة الحرارة في الجسم من مكان إلى آخر، ومن أشهر الأخطاء لقياس درجة الحرارة هو وضع كفّ اليد على الجبهة والاستشعار بالحرارة، فقد تكون عالية أو منخفضة، وهذا لا يعني الإصابة أو وجود مرض أو اختلال بدرجة حرارة الجسم، وإنّ الجبهة أكثر ارتفاعًا واليد أقلّ وذلك بسبب وجود عمليّة التمثيل الغذائيّ، وفي الدماغ خطّ دفاعيّ وضعهُ الله (سبحانه وتعالى) بالجسم للتقليل من فَقد الحرارة من الجسم إلى المحيط الخارجيّ، وتكون درجة حرارة اليد أقلّ، مثلما أنّ الجلد يتأثّر بدرجة حرارة المحيط الخارجيّ. قياس درجة الحرارة بصورة صحيحة: • استخدام المقياس الحراريّ. • عدم تناول الأدوية أو المسكّنات أو خافض الحرارة قبل الاختبار. • عدم إعطاء بيانات خاطئة للطبيب في أثناء الفحص. وأخيرًا يجب الاهتمام بقياس درجة الحرارة لكبار السنّ وذوي الأمراض المزمنة كالسكّري والتهاب الكبد والأورام، وما شابه ذلك؛ للكشف المبكر عن وجود أمراض أخرى.