الخُرزَةُ

خديجة عبد المنعم حيدورة/ لبنان
عدد المشاهدات : 152

تحرّكت حبّات الرمال، واضطربت وماجت، كانت الشمس محمرّة في هذا النهار، ولكنّها تقف حائرةً تنظر إلى أطفال الإمام الحسين (عليه السلام) وهم يهربون من خيمة إلى خيمة، والأعداء تلاحقهم. كانت الرمال تضجّ بالصراخ، والحجارة تتأرجح تحت أقدام الأطفال الهاربة، أمّا الشمس فقد وقفت تراقب وتبكي، انتظرت مرور الريح لتطلب إليها أن تنقل أخبار الأطفال الهاربة، وخبر خُرزة القرط، كانت تلمع من بين الرمال، وقد احمرّت لكثرة حزنها على فتاة صغيرة سُلبت منها. استغاثت الخرزة بالشمس: "أرجوكِ أيّتها الشمس ساعدينا، لقد هجم الكفّار على الخِيم وأحرقوها، اِلسعيهم بحرارتكِ؛ ليخافوا ويبتعدوا". أجابتها الشّمس: "إنّ حرارتي قويّة وقد ارتفعت في هذا اليوم، حزنًا على سيّدي ومولاي الإمام الحسين (عليه السلام)، ولكنّني أدعو الله (عز وجل) بأن يبيدهم ليبتعدوا عن الأطفال". آهٍ لحزن الكائنات في هذا النهار الحارّ، ويا لفزع الأطفال الصغار! في هذه الأوقات، كانت الخرزة تحسّ بوقع الأقدام الهاربة، وتسمع دقّات قلوبهم الضعيفة، وتدعو الله تعالى وتقول: "السلام على الحسين الشهيد".