لا ضَرَرَ ولا ضِرارَ فِي الإسلامِ

السيد محمد الموسوي مسؤول شعبة الاستفتاءات الشرعية
عدد المشاهدات : 147

قال الله تعالى: وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ (البقرة: 282). يُروى أنّ رجلًا صحابيًا يُسمّى سمرة بن جندب، كان له عذق في حائط لأحد الأنصار (أي نخلة في بستان)، وكان منزل هذا الأنصاري بباب البستان، فكان سمرة يمرّ إلى نخلته ولا يستأذن، فكلّمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة، فلما تأبّى جاء الأنصاري إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فشكا إليه وخبّره الخبر، فأرسل إليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وخبّره بقول الأنصاري وما شكا، وقال: إذا أردتَ الدخول فاستأذن، فأبى، فلمّا ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله ـ أي طلب منه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أن يبيع نخلته ـ فأبى أن يبيع، فقال: لكَ بها عذقٌ يُمدّ لكَ في الجنّة، فأبى أن يقبل، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): اذهب وارمِ به إليه، فإنّه لا ضرر ولا ضرار(1). من أهمّ وظائف الحاكم الشرعي حفظ النظام، وكلّ ضررٍ يقع على المال أو النفس أو العرض، بل حتى على الحقّ العقلي الشرعي حينما يُمنع المكلّف من ممارسته يعدّ من الأذى والضرر النفسي الذي يتدخّل وليّ الأمر بمنعه، ومن ذلك سنّ الأحكام التي تمنع الفوضى وسلب الحقوق في المجتمع، بل رعاية الأنظمة والقوانين التي لا تخالف الشريعة وتعمل على خدمة المجتمع، كلّ ذلك بما لا يتنافى مع الدين الإسلامي. ....................................... (1) الكافي للكليني: ج5، ص292/ كذلك الوسائل للحرّ العاملي. (بتصرّف).